ينمو التين الشوكى في البيئات الجافة ولا يحتاج إلى كثير من المياه، ويمكن استخدامه كغذاء للإنسان وعلفا للحيوان ومصدرا للوقود ومخزنا للكربون، وهذه الخاصيات الفريدة وغيرها قد تجعل من نبات التين الشوكي على رأس قائمة المحاصيل الزراعية لمجابهة التغيرات المناخية في المستقبل.
ويعد التين الشوكي من الفواكه الصيفية التي يفضلها الكثيرين، نظرًا لفوائده العديدة لصحة الإنسان، كما يرجع إختلاف ألوان التين الشوكي، إلى نوع الصبغات النباتية الموجودة فيه، حيث أن مادة الليكوبينهي المسئولة عن اللونين الأحمر العميق والأرجوانى، أما مادة البتيا الكاروتين هي المسئولة عن اللونين الأصفر والأخضر الفاتح بالثمار.
القيمة الغذائية العالية للتين الشوكى:
تعد فاكهة التين الشوكي مصدرًا غنيًا بالعديد من الفيتامينات والألياف، إذ يحتوي 100 جرام من التين الشوكي على: الماء 87.55 جرام، السعرات الحرارية (41 سعرةً حراريّةً)، البروتين (0.73 جرام)، الدهون الكلية (0.51 جرام)، الكربوهيدرات الكلية (9.57 جرام)، الألياف الغذائية (3.6 جرام)، كالسيوم (56 ملليجرام)، ماغنيسيوم (85 ملليجرام)، بوتاسيوم (220 ملليجرام)، صوديوم (5 ملليجرام)، حديد (0.3 ملليجرام)، فوسفور (24 ملليجرام)، زنك (0.12 ملليجرام)، نحاس (0.08 مليجرام)، سيلينيوم (0.6 ميكروجرام)، فيتامين ج (14 ملليجرام)، نياسين (فيتامين ب 3) (0.46 ملليجرام)، فيتامين ب 1 (0.014 مليجرام)، فيتامين ب2 (0.06 مليجرام)، فيتامين ب 6 (0.06 مليجرام)، فولات (6 ميكروجرامات)، فيتامين ا (43 وحدة دولية)، بيتا كاروتين (25 مبكروجرام)، الدهون المشبعة (0.067 جرام)، الدهون الحادية غير المشبعة (0.075 جرام)، الدهون المتعددة غير المشبعة (0.213 جرام).
الفوائد الصحية والطبية للتين الشوكي:
يعتبر التين الشوكي من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية، يمكن أن يقدّم العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، ونذكر منها ما يأتي:
- الوقاية من السرطان: حيث يعد مصدر قوي لمضادات الأكسدة، والتى تحارب الشقوق الحرة، التي تسبب تلف الخلايا وتغيير شفرة الحمض النووي،فيعمل على الوقاية من السرطان، فمضادات الأكسدة مثل: مركبات الفلافونويدات والبوليفينولات والبيتالين تقلل من خطر بعض أنواع السرطان مثل الثدي والبروستاتا والمعدة والبنكرياس والرئتين.
- تنظيم ضغط الدم وخفض مستويات الكوليسترول فى الدم: وذلك بسبب محتواه المنخفض من الأملاح، خاصة الصوديوم والبوتاسيوم، كما يحمي ويعالج الأوعية الدموية من الإلتهاب، حيث أن أماكن الإلتهاب مناسبة لتراكم وتصلب الدهون، والتين الشوكى بدوره يحتوي على مركبات الستيرول، ومادة البوليفينول، وبروتينات سُكرية تعمل عمل مضادات الأكسدة التي تُخفّف إلتهاب جدران الأوعية الدموية وتحميها، كما يخفض مُستويات الكولسترول مُنخفض الكثافة (الكولسترول الضار) والدهون الثلاثية في الدم، بسبب محتواه من الألياف ومركبات الستيرول التي بدورها تتفاعل مع العصارة الصفراوية في الأمعاء الدقيقة.
- كما أن تناول التين الشوكي بالإضافة إلى إتباع نمط أكل صحي قد ساعد على خفض مستويات الكولسترول السيء في الجسم عند الأشخاص المصابين بفرط كولسترول الدم الوراثي، إذ إنّ استهلاك لبَّ الفاكهة يوميّاً لمدّة 4 أسابيع مع إتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ قد يخفض مستويات الكوليسترول الكليّ والكوليسترول الضار عند الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من فرط الكوليسترول.
- مفيد لمرضى القلب والأوعية الدموية: يعد التين الشوكي الإختيار الأمثل لمرضى القلب والأوعية الدموية، حيث يزيد من نسبة الهيموجلوبين أثناء إتباع الرجيم، ويحافظ على صحة القلب، وذلك بسبب إحتوائه على البوتاسيوم اللازم لتوليد الخلايا، كما أن الفلافونويد النشط بيولوجيا في التين الشوكى يمنع إلتصاق الصفائح الدموية، مما يساعد فى الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية جيدة. ووجد العلماء صبغات تسمى البيتالين لها دور هام في تقوية بطانة الأوعية الدموية.
- تعزيز صحة الجهاز الهضمى: وذلك نظراً لإحتواء ثماره على كمية عالية نسبيًا من الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة المختلفة فإن تناوله بإنتظام قد يعود بفوائد عديدة على الجهاز الهضمي، حيث يساعد على تنظيف القولون وتحسين صحته ومنع الإمساك وتنظيم وتعزيز عمل القولون، مما يساعد في سرعة التخلص من الفضلات بالمعدة، وخفض فرص الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: سرطان القولون، وقرحة المعدة، ولكن يفضل عدم تناول التين الشوكي قبل الإفطار، وعند تناوله، يجب تناول كمية جيدة من الماء.
- كما يعد التين الشوكى مفيد جدًا للتخلص من مشاكل إلتهاب البنكرياس، حيث إنه منظف قوى للقولون الذي يخفف معاناة البنكرياس. كما يحافظ على الكبد ويعزز وظائفه؛ لإحتوائه على مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة، والتي تحارب الجذور الحرة وتمنعها من التأثير على الكبد ووظائفه، كما أنها تُؤازره في عملية إمتصاص الدهون وتُخفف عنه العبء.
- خفض مستويات السكر في الدم: وذلك بسبب إنخفاض مُحتواه من الكربوهيدرات، وإحتوائه على الألياف الغذائية والبكتين،اللذان بدورهما يعملان على تخفيض إمتصاص السكر في المعدة والأمعاء، وبالتالي تخفض مستويات السكر في الدم، كما أن الألياف تعطي شعورا بالإمتلاء، وهو ما يؤدي إلى تقليل نسبة الطعام المستهلك، ولقد أشارت العديد من الدِراسات العلمية إلى أنّ التين الشوكى قد يقلل خطر تطوُّر مرض السكري، ويساهم في التخفيف منه، حيث ظهر أنّ إستهلاك جرعةٍ واحدةٍ منه من قِبل بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري قد قلّل مستويات السكر في الدم لديهم بنسبة تتراوح بين 17إلى 48% ولكن لا يوجد حتى الآن ما يؤكد أنّ إستهلاكه المستمرّ مدّةً طويلة قد يمتلك هذا التأثير.
- لفقدان الوزن: حيث يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية القابلة للذوبان ومنها البكتين، حيث يحتوي 100 جرام منه على 3.6 جرام من الألياف، التي تساهم في الشعور بالشبع والإمتلاء لفترة طويلة وتساعد أيضا على تحسين عملية الهضم، مما يقلل من كمية الأطعمة التي يتم تناولها عند الوجبات، فيساعد ذلك على فقدان الوزن، كمايساعد على إستقرار مستوى السكر في الدم، وبالتالي سيقلل الرغبة في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات.
- لتقوية العظام والأسنان: حيث يحتوى على الكالسيوم الهام الذى يساعد على منع هشاشة العظام، ويوى الأسنان أيضا. يحتوي 100 جرام من التين الشوكي على 56 جرام من الكالسيوم وهي نسبة توفر أكثر من 31 % من الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم يومياً. كما يمتلكُ التين الشوكى خصائص مُضادةً للأكسدة والإلتهابات، نتيجةً إحتوائه على مُركّبات الفلافونيدات Flavonoids بنسبةٍ عاليةٍ، التي تكافح الجذور الحرّة الضارّة في الجسم وتقلل إلتهابات المفاصل والعضلات الناجمة عن النقرس، وإلتهاب المفاصل، والحساسية. وقد تبيَّن أنَّ النبات يُمكن أن يُساعد على الحدِّ من الآلام النّاتجة عن الإلتهابات.
- لتقوية الجهاز المناعى وتقوية الأعصاب: يعد التين الشوكي من الفواكه الغنية بالزنك، والسيلنيوم، والحديد، وجميعهم من العناصر التي تساهم في تقوية الجهاز المناعي بالجسم، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض، كما يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، مثل فيتامين ب، ج، حيث توفر ثمرة واحدة فقط من التين الشوكي حوالي ربع الإحتياج اليومي لفيتامين ج والذى له دور هام في عمليات التمثيل الحيوي والإنزيمي.
- المساعدة على مكافحة العدوى الفيروسية وتحسين وظائف الجسم: نظراً لأنه مصدر غني بالعناصر ومنها الماغنيسيوم والبوتاسيوم، وكلها تلعب أدوارًا مهمة في تفعيل الإنزيمات التي تنظم وظائف الجسم، كما تسهم في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتين لإنتاج الطاقة وتساعد في تنظيم ضربات القلب وتساعد على ضمان الأعصاب والعضلات سليمة، كما يساعد على حماية الجسم من نزلات البرد والإنفلونزا في فصل الصيف، لإحتوائه على نسبة عالية من فيتامين ج.
- علاج اضطرابات الرؤية المرتبطة بالعمر:تحتوي ثمار التين الشوكى على الفلافونويدات التي تمنع الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وتحارب إعتام عدسة العين، حيث تساعد على توصيل الدم والأكسجين إلى العين التى تساعد على الحفاظ على العين.
- مقاومة أعراض الشيخوخة:يمد التين الشوكى الجلد بالكولاجين، الذي يساعد على تحسين صحة الجلد والحد من أعراض الشيخوخة المبكرة، مثل: تجاعيد البشرة وتحسين الرؤية والوقاية من العمى، كما تساعد مضادات الأكسدة في الوقاية من الزهايمر والخرف، كما إنه يُقوي الشعر ويدعم نموه؛ لإحتوائه على الأحماض الأمينية والبروتينات والحديد والعديد من العناصر الغذائية والفيتامينات المُفيدة للشعر.
آمن تماما.. ولكن إحذر من الافراط في تناوله:
يُعدُّ تناوُل التين الشوكى بالكميّات الموجودة في الطّعام آمناً في الغالب، أمّا إستهلاك بعض أجزائه، كالأزهار، والسيقان، والأوراق، واللّب، بالإضافة إلى مستخلصاته، كدواءٍ عبر الفم بكمياتٍ مناسبةٍ، وخلال فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ فإنَّه من المحتمل أمانه، فيحتوى التين الشوكي على بذور صعبة الهضم، مما يؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم والإمساك عند الإفراط في تناوله، ويحظر تناول أكثر من حبتين للأطفال، و5 حبات للبالغين.
محاذير تناول التين الشوكى:
يُمكن أن ينتجَ نبات التين الشوكى ظهور عدد من الآثار الجانبيّة لدى بعض الأشخاص بخلاف الإمساك، مثل: الإسهال الخفيف، والغَثَيَان، والإنتفاخ، والصّداع، وإنسداد الأمعاء والشعور بإمتلاء المعدة وزيادة حجم البراز وإنخفاض نسبة السكر فى الدم وغير ذلك.
كما أن التين الشوكي يتسبب في مشاكل وأضرار حال الإفراط في تناوله، حيث إنه قد يسبب الإصابة بالتلبك المعوي وإلتهاب القولون، نظرا لإحتوائه على نسبة بذور عالية وهذه البذور لا يجري هضمها وبالتالي تتجمع في القولون وتؤدي لإلتهاب القولون وحدوث تقلصات.
وقد يتسبب التين الشوكي في إلتهاب الزائدة الدودية للشخص المفرط في تناوله، إذ أن البذور يمكن أن تعلق في الزائدة الدودية مما يتسبب في إلتهابها، كما أن التين الشوكي متروك في الهواء والبائع لا يعقم يده جيدا مما يعرض الأشخاص للإصابة بجرثومة المعدة.
كما يوصى بتجنُّب تناوُل التين الشوكى قبل أسبوعين على الأقل من الخضوع للعمليّات الجراحيّة، ويعود ذلك لتأثيره في مستويات السكّر في الدّم، ممّا يزيد من صعوبة السيطرة عليها أثناء، وبعد الجراحة، وأيضا في حال تناول بعض أدوية السكري التي تساهم في خفض نسبة السكر بالدم، لأن تناول التين الشوكي قد يتسبب في إنخفاضه بشكلٍ كبير، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان.
الرابط المختصر: https://avic-malr.com/?p=13751