الفلاح المصرى يستحق كل الاحترام والتقدير، وبدونه لا تستمر الحياة، لأنه يُنتج الغذاء، ولذلك هو الشخص الأهم فى المجتمع، ولا بد أن يدرك الجميع ذلك، وصدق الرئيس الراحل أنور السادات حينما قال إن الفلاح هو «صانع الحياة»، لأنه أصل مصر: «هو أصل العامل، والمثقف، والجندى، وأصل الحياة.. هو العنصر الراقى الأرستقراطى، وليس الباشوات».
ونتذكر جميعا الرئيس السيسى، خلال تهنئته للفلاح بعيده، حين قال: «خالص تقديرى واحترامى لفلاحى ومُزارعى مصر فى كل ربوع الوطن فى يوم عيدهم الذى استعادوا فيه كرامتهم وعزتهم.. لقد ظل الفلاح المصرى على مر الزمان يبذل الجهد والعرق وبأعلى صفات التفانى والإخلاص لتحقيق الأمن الغذائى».
كما أن مجلس الوزراء حينها ايضا وجّه تهنئة للفلاح، وكذلك وزير الزراعة، ووصفه بأنه مساند دائماً لوطنه وقت المحن والشدائد، وآخرها الأزمة الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا، حيث عاش العالم أياماً مرعبة، خوفاً من حدوث أزمات غذائية، والدول أغلقت أبوابها، وجلس الجميع في منازلهم، إلا الفلاحين الذين كانوا يذهبون إلى حقولهم ويتحدّون “كورونا القاتل” لإنتاج الغذاء، ومصر كانت من الدول القلائل التى لم تشهد أى أزمة فى الغذاء أو ارتفاع أسعاره، بالعكس حدث انخفاض كبير فى أسعار السلع الزراعية، للدرجة التى كبّدت الفلاح خسائر فادحة تحمّلها حباً فى بلده.
والأمانة تقتضى القول إن الزراعة حالياً فى بؤرة اهتمام الدولة، وهناك مشروعات زراعية ضخمة يجرى تنفيذها حالياً تتكلف أموالاً طائلة، ومنها تطوير الري، بالإضافة إلى مبادرة القرن «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس السيسى بتكلفة تتجاوز 700 مليار جنيه، لتطوير الريف المصرى وتحسين مستوى معيشة سكانه.
ولأننى فلاح وأفتخر بذلك، فإننى سعيد بما يشهده قطاع الزراعة، فهو يومياً على طاولة اجتماعات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، وهذا يشجّعنى فى طرح مشكلات الفلاح وحلولها، وأثق أنها ستلقى استجابة من سيادة الرئيس، ونظراً لتفتّت الحيازة مع الزيادة السكانية، أصبح نصيب الفلاح ضئيلاً جداً مع عدم وجود وظائف حكومية، وارتفعت البطالة بين أبناء الفلاحين.
والحل يكون فى إطار مبادرة «حياة كريمة» بتخصيص أراضٍ بالقرى للتصنيع الزراعى والسماح بإقامة مزارع للمواشى والدواجن والأسماك فى الريف، وهذا يحقّق لنا فوائد كثيرة، منها القضاء على البطالة والجريمة، وتقليل الفاقد والهدر، وتخفيض الأسعار، وإنتاج السلع الاستراتيجية للسوق المحلية والتصدير.
المشكلة الأخرى التى تواجه الفلاح هى تسويق إنتاجه، والدولة حالياً تحاول التغلب عليها من خلال الزراعة التعاقدية التى يتم التوسع فى تطبيقها، وأيضاً دعم مستلزمات الإنتاج، لأن ارتفاع أسعارها يؤثر سلباً على الفلاحين، ويتضرّر منه كل فئات الشعب، بالإضافة إلى خروج نقابتهم للنور مع التأمين الصحى والمعاش، وفى هذا رد الجميل للفلاحين، وسداد لجزء من ديونهم.
صحيح أن وزير الزراعة هو محامى الفلاح، ولكن الحلول ليست كلها لديه، بل تشترك فيها جميع أجهزة الدولة، وحينما أتحدث عن الفلاح، فإننى أعنى كل المزارعين ومنتجى الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، خاصة الصغار منهم، فكل هؤلاء هم جيش مصر الأخضر، الذى يستحق كل الاحترام والتقدير لأن بدونهم لا تستمر الحياة، فدائما يدعمون بلدهم ويساندون قيادتهم وينتجون غذاء شعبهم.