يعرف البحث العلمي الزراعي على انه أي نشاط بحثي يهدف الي تحسين انتاجية وجودة المحاصيل من خلال تحسينها الوراثي، تحسين وقاية النباتات، الري، طرق الحفظ والتخزين، الميكنة الزراعية، التسويق الفعال، وغيرها.
دعونا نتفق اولاً على أن الهدف الاسمي من البحوث الزراعية هو إطعام السكان الذين يتزايد عددهم باستمرارـ وأن المهمة الرئيسية للبحوث الزراعية هي زيادة كفاءة الإنتاج الزراعي وجودته، وتمكين الدخل الملائم للمزارع، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا توصلت البحوث الزراعية إلى تقنيات جديدة، سواء كانت هذه التقنيات تقليدية أو تقنية حيوية، والتي ستزيد من إنتاجية الغذاء بشكل كبير في البيئات التي نعيش بها.
تعتبر الأبحاث الزراعية التي تهدف إلى تحسين الأصناف وتغذية النباتات واستخدام المياه والاقتصاد الزراعي والادارة المتكاملة للمحصول/الأفات وغيرها مكونًا مهمًا للبحث العلمي الزراعي والاستخدام المستدام للموارد لصالح البشرية والبيئية.
يجب أن تركز أنشطة البحث العلمي الزراعي بشكل أكبر على قضايا هامة مثل: زيادة الإنتاج والإنتاجية الزراعية (لضمان الأمن الغذائي لعدد السكان المتزايد)، ومواجهة تحديات تدهور موارد الأراضي والمياه، ومعالجة مشاكل العمالة والفقر وسوء التغذية، التغيرات المناخية وتأثيراتها المختلفة، الملوحة من خلال تعزيز مفهوم الادارة المتكاملة للمحاصيل.
يمكن تقسيم البحث العلمي الزراعي بناءاً على الهدف منه إلى ثلاث أقسام كما يلي:
أولا: البحوث الزراعية الأساسية وهو نوع من البحث الزراعي الذي يطور حدود المعرفة في مجال الزراعة، والغرض الرئيسي من هذه البحوث الزراعية هو تطوير النظريات أو صياغتها، ولا يتوقع أن يكون لهذا النوع من الدراسات استخدام عملي معين.
ثانيا: البحوث الزراعية التطبيقية وهي نوع من البحث الزراعي تستخدم نتائجه لتلبية الاحتياجات وحل المشكلات الزراعية، ولذلك فإن الغرض من هذه الأبحاث هو تطبيق النتائج على أرض الواقع في حل المشكلات والقضايا الخاصة بالمجتمعات الزراعية وغير الزراعية، وفي الغالب تكون الحلول المقدمة لحل المشكلات في هذا النوع من البحوث عامة/عالمية في التطبيق.
ثالثا: البحوث الزراعية التنموية ويركز هذا النوع من البحوث بشكل أساسي على الابتكار في العمليات والأدوات والمنتجات، والغرض من هذا النوع من البحث هو استخدام المنهج العلمي لحل المشكلات في مكان وزمان محددين، وعليه فإن الحلول التي توفرها هذه الدراسات محلية بحتة في التطبيق.
الشاهد ان الروابط بين مختلف فروع البحث العلمي الزراعي لها أهمية قصوى نظرا لتعقيد القضايا والمشكلات الزراعية، والتي لا يمكن حلها باستخدام معرفة وخبرة الباحث في فرع معين من الفروع الزراعية بل من الضروري استخدام خبرة مجموعة من الباحثين في مختلف التخصصات العلمية، قد يؤدي هذا المنظور البحثي إلى توسيع التعاون متعدد التخصصات وتشكيل وجهة نظر واقعية وشاملة وديناميكية تجاه حل المشكلات الزراعية بفاعلية وكفاءة.
في النهاية فإن تطوير وتوسيع نطاق التفكير المنهجي في البحث العلمي الزراعي من شأنه أن يساهم في تسهيل اكتشاف القضايا الزراعية الهامة والعمل على حلها وأن الأبحاث التطبيقية الزراعية من شأنها المساعدة في إحداث تنمية زراعية مستدامة تتوافق مع استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة التي وضعتها الدولة المصرية ضمن إطار رؤية مصر 2030.