تعد الفلاحة المصرية، هي العمود الفقري للقرية، ونموذجاً يحتذى للمرأة المنتجة، الداعمة لزوجها في الحقل والمنزل، وتكد وتكدح من أجل بيتها وأولادها، وتحرص على تربية نشأ سليم، وتقدم لهم كافة سبل من أجل حياه أفضل.
ويحتفل العالم في 15 أكتوبر من كل عام، بيوم المرأة الريفية، وذلك تقديراً لدورها كشريكاً رئيسياً في تنمية القرية، وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الأرياف، وقد صورت السينما المصرية والشاشة الفضية، الدور الرائد للمرأة الريفية، والكثير من قصص الكفاح، والتي جسدتها فنانات عظام، نلقى الضوء على أبرزهن خلال السطور التالية.
“بهيجه حافظ”.. أول من قدمت دور الفلاحة في السينما الصامتة
تعد الفنانة بهيجة حافظ هي أولى الفنانات المصريات اللاتي قدمن دور الفلاحة المصرية، مع بداية ظهور السينما الصامتة، من خلال دور “زينب” للكاتب الكبير محمد حسين هيكل عام 1927، وهو الفيلم نفسه الذي أُعيد إنتاجه عام 1952، من بطولة راقية إبراهيم، وأخرجه رائد السينما محمد كريم.
“فاطمة رشدي”.. “سنية” بين الريف
في الأربعينيات جسدت فاطمة رشدي دور “سنية” في فيلم “بنات الريف”، وهي فلاحة مصرية غرر بها “محسن”، الذي قام بدوره يوسف بك وهبي، وتخلى عنها واتهمها بسرقة خاتمه، فتم القبض عليها لتدخل السجن، وتلد ابنهما الذي اعترف به في نهاية الفيلم، طالباً العفو من “سنية”.
“فاتن حمامة “.. “آمنة” و “نعمة”.. الانتقام والارادة
أبدعت أيضاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، في تجسيد دور الفلاحة المصرية، وربما عزز من نجاح دورها في السينما المصرية، طبيعتها الهادية، حيث نجحت بشكل غير مسبوق في دورها في فيلم دعاء الكروان، “آمنة”، اللي مثلت فيه دور البنت الريفية، والتي تخلت عن ضعفها، والانتقام لشقيقتها، والتي قتلت غدراً.
وجسدت أيضاً فاتن حمامة دور المرأة الريفية، عام 1977، من خلال فيلم “أفواه وأرانب”، في دور “نعمة”، التى تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها الكبيرة، والت تتحمل وحدها مسئوليتهم، ولديها طموح بلا حدود للتعلم وتطوير الذات، رغماً عن كافة الظروف التي تواجهها.
“شادية”.. هاويس “فؤادة” وهروب “زهرة”
من أهم أفلام السينما المصرية أيضاً، فيلم “شيئ من الخوف”، والذي جسدت فيه الفنانة شادية دور فؤادة، التي تمرز للفلاحة المصرية، والتي تحدت الظلم الواقع على أبناء قريتها، وتصدت له، في مشهد تاريخي لم يقوى عليه رجال القرية في ذلك الوقت.
وكانت لشادية أيضاً تجربة أخرى تألقت فيها، بدور زهرة في فيلم ميرامار الفلاحة، والتي تهرب من أهلها بسبب رفضها الزواج من الرجل العجوز الثري، رغم ان أحداث هذا الفيلم وقعت في المدينة، الا انها برهن على استطاعة الفلاحة المصرية التمسك بقيمها وتقاليد قريتها ومقاومة إغراءات المدينة وصخبها، وحماية نفسها من الذئاب البشرية.
“سعاد حسنى”.. الفلاحة الأجمل في السينما المصرية
قدمت السندريلا سعاد حسني، أكثر من دور للفلاحة المصرية في أعمالها الفنية، فجسدت في بداياتها دور فتاة فلاحة في قصة الحب الريفية الأشهر على الإطلاق وهو فيلم حسن ونعيمة عام 1959، للمخرج القدير “بركات” أيضاً، كما أبدعت أيضاً في فيلم الزوجة التانية عام 1969، الذي أخرجه للسينما “صلاح أبوسيف”، وجسدت دور الزوجة الخادمة التي استغل عمدة قريتها نفوذه وسلطانه في تطليقها من زوجها للزواج منها باعتبارها أجمل بنات القرية، وهو الفيلم الذي تم تصنيفه ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، وبسببه لُقبت سعلد حسني بـ”الفلاحة الأجمل في السينما المصرية”.
“هدى سلطان”.. “فاطمة تعلبة” الأقوى في “الوتد”
جسدت أيضاً الفنانة هدى سلطان دور المرأة الريفية القوية، في بيتها، والآمر الناهي بين أفراد أسرتها، رغم قوة وسلطان أبنائها، من خلال الشاشة الفضية، في مسلسل “الوتد”، في دور “الحاجة فاطمة تعلبة”، حيث ارتدت من خلال هذا المسلسل لباساً أقوى للمرأة الريفية، والفلاحة المصرية، بسلطانها في منزلها، والمسئولة عن حماية ورعاية أبناء الاسرة.
“دريه أحمد”.. خضرة والسندباد
وكانت الفنانة “درية أحمد” أبرز الفنانات اللاتي جسدن دور الفلاحة المصرية، عندما قدمت فيلماً غنائياً فكاهياً بعنوان “خضرة والسندباد” عام 1951، ومثلت الفنانة درية أحمد دور الفلاحة الفكاهية، وشارك في بطولة الفيلم: كمال الشناوي، محمود المليجي، محمود شكوكو، ومن إخراج السيد زيادة.
“زبيدة ثروت”.. رائعة “حادثة شرف”
ظهرت الفنانة زبيدة ثروت في فيلم “حادثة شرف” رائعة الأديب يوسف إدريس وجسدت فيه زبيدة ثروت دور الفلاحة التي تعيش في العزبة مع أخيها فرج وزوجته مسعدة، وتعمل لتساعد أخيها في المعيشة، وشارك في بطولة الفيلم: شكري سرحان، يوسف شعبان، محسنة توفيق، وزوزو ماضي.
“نجوى إبراهيم”.. وصيفة الأرض
كان دخول الفنانة نجوي إبراهيم، لعالم السينما الريفية مختلفا، بعدما اختارها المخرج الكبير يوسف شاهين عام 1970م لبطولة فيلم “الأرض” وهو من قصة إبراهيم الشرقاوي، وشارك في بطولته: الفنان محمود المليجي وعزت العلايلي وحمدي أحمد، حيث جسد معاناة فلاحي القرية من نقص المياه ووقوعهم فريسة لاستغلال الإقطاع من أصحاب النفوذ، ولعبت “نجوى ابراهيم” دور فتاة القرية الجميلة “وصيفة”، ابنة البطل “محمد أبو سويلم”، الذي قدمه الراحل محمود المليجي، وقالت نجوى عن هذا الدور إنها فوجئت بزيارة يوسف شاهين وعبد الرحمن الشرقاوي فى منزلها وقالا لها “يا نجوى أنتِ وصيفة”.
“سميحة أيوب”.. عندما جفت الأمطار
وشاركت أيضاً الفنانة سميحة أيوب ظهرت في فيلم “جفت الأمطار”، والذي جسد أيضاَ مشاكل الفلاحين مع ملاك الأراضي، وظهر في الفيلم ظلم القطاع وكبار الملاك الذين كانوا يسلبون عرق الفلاح.
“نورا”.. “مستورة” تواجه أصحاب النفوذ
ومن أبرز الأدوار التي قدمتها الفنانة “نورا”، دور”مستورة” في فيلم “عنترشايل سيفه”، حيث جسدت دور الفلاحة المصرية الأصيلة التي تحافظ على أسرتها، وترعي أرضها في غياب زوجها، فكانت مثالا للفلاحة المصرية التي ترفض التفريط في أرضها، والوقوف في وجه أصحاب النفوذ دفاعا من الأرض.