بقلم: د. فضل عبد الحميد هاشم (*)
تعتبر الأرصاد الجوية الزراعية، من العلوم الحديثة التي تساهم بدور كبير وفعال في تنمية وتطوير وانتاج المحاصيل الزراعية، كما تهدف دراسات المناخ الزراعي إلى تحسين المنتجات الزراعية كما ونوعا، وذلك بالتخلص أوالتقليل من الأضرار التي تنجم بسبب الظواهر الجوية المفاجئة.
وتفيد المعلومات المناخية المتوفرة في التخطيط طويل المدى للزراعة حيث تقوم بدور رئيسي في توزيع النباتات وتحديد المواعيد المناسبة لزراعتها وانتخاب الأصناف الملائمة لها، فالعوامل الجوية الزراعية لها تأثير مباشر على نمو المحاصيل، وبالتالي على كمية الانتاج، كذلك الزراعة تحت ظروف جوية غير مستقرة مثل: الجفاف، البرد، الأمطار الغزيرة، الرياح الشديدة، والصقيع تتأثر بصورة بالغة مما تتعرض معه المحاصيل للتلف أو قلة الانتاج.
ويتبين أن الانتاجية الزراعية العالية تعتمد بشكل مباشر على الاستخدام الامثل للموارد المناخية الزراعية التي يتم الحصول عليها عن طريق انشاء شبكة من محطات الأرصاد الزراعية وتجهيزها بالأجهزة الفنية اللازمة ومن ثم جمع المعلومات وتسجيل البيانات المختلفة.
وتعتبر معلومات وبيانات الأرصاد الزراعية أحد العناصر الأساسية للبحوث الزراعية ومرجعا هاما لكل باحث، بعد ان تجمع لدى الباحثين في مجال الأرصاد الجوية كميات وفيرة من المشاهدات، تمكن العلماء من معرفة القوانين الحاكمة لحركة الغلاف الجوي بشكل أدق من ذي قبل، ومنذ بداية القرن العشرين توالت المحاولات لحل معادلات حركة الغلاف الجوي، لكن نظراً لتعقد تلك المعادلات، لم يكن الحل إلا من خلال استخدام طرق عددية تقريبية.
فمع بداية الألفية الثالثة ظهرت طريقة جديدة للتنبؤ بالطقس، زادت من طول فترة التنبؤ لتصل إلى عشرة أيام، فتم تأسيس مركز معلومات تغير المناخ لإنشاء منظومة إتصالات وطنية وإقليمية ودولية للمعلومات، بالتنسيق مع هيئة الارصاد الجوية، من شأنها تبادل المعرفة ومنع الإزدواجية فى عمل المؤسسات والمنظمات البحثية والعلمية فى مجالات المناخ والتغيرات المناخية.
يهدف المركز الى تجميع وتداول البيانات اللازمة لدراسة العلاقة بين تغير المناخ وقطاع الزراعة، وإيجاد قنوات اتصال علي الصعيدين الإقليمي والدولي لمصادر معلومات التغيرات المناخية وتعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين مختلف الوزارات والجهات البحثية والجامعات بخصوص التغيرات المناخية.
يقدم مركز معلومات تغير المناخ، التوصيات الفنية للمزارعين من خلال عملية الإنذار المبكر حيث يوفر المركز توصيات فنية لمدة خمس أيام عن الطقس وايضا التوصيات التي من شانها تلافي الاخطار الناجمة عن تغير المناخ على الانتاج الزراعي.
ويعد نظام الإنذار المبكر، هو تدبير تكيفي لتغيرالمناخ يتم أجرائه باستخدام أنظمة اتصالات متكاملة لمساعدة المزارعين في الاستعداد لموجات الطقس المتطرفة مثل حالات الصقيع او الموجات الحرارية المرتفعة، في حالة التطبيق الناجح له، يمكن المزراع من تفادي الخسائر في المحاصيل المنزارعة، وذلك ضمن أنشطة التكيف مع التغير للمناخ.
وفي إطار خطة تطوير نظم الرصد الجوي تم إدخال النماذج العددية للتوقع بالطقس في وحدة الانذار المبكر بالمركز حيث تعتبر هذه النماذج آداة انذار مبكر فعاّلة وذلك بما تتيحه من توقع لمختلف العناصر الجوية من ساعة الي خمسة أيام في محاولة للتقليل من المخاطر الجوية علي قطاع الزراعة والتي تؤثر بالسلب علي إنتاجية المحاصيل.
ونظرا لخطورة التقلبات الجوية الناجمه عن التغير في المناخ لابد من وجود آلية سريعه وفعالة لارسال التوصيات الفنية المتخصيصة الى المزراع لتفادي خسائر هذه الموجات، لذا لا يتوقف الامر على تجهيز رسائل الانذار المبكر فقط بل يتم ارسالها الي المزارعين من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثه مثل استخدام تطبيقات الموبيل وكذالك رسائل الهاتف المحمول (SMS) وتوفير هذه التوصيات وبثها عبر المواقع الالكترونية، ووسائل الاعلام المختلفة، لضمان سرعة ارسال هذه التوصيات الي المزراع.
لماذا التفكير في أليات الانذار المبكر؟!
من هذا المنطلق وفي اطار خطة تطوير نظم الرصد الجوي وتحديثها لمواكبة التقدم العلمي والتقني في هذا المجال قام مركز البحوث الزراعية، ممثلاً في المعمل المركزي للمناخ الزراعي ومركز معلومات تغير المناخ بإدخال النماذج العددية للتوقع بالطقس حيث تعتبر النماذج العددية أداة انذار مبكر فاعلة، وذلك بما تتيحه من توقع من ساعة الي خمسة ايام لمختلف العناصر الجوية في محاولة للتقليل من المخاطر الجوية علي قطاع الزراعة والتي تؤثر بالسلب علي انتاجية المحاصيل وعمل التطبيقات الزراعية اللازمة بهذه التنبؤات الجوية.
6 فوائد لاستخدام نظام الانذار المبكر
يتم استخدام النماذج العددية للتنبؤ بحالة الطقس لمدة خمسة ايام بمركز البحوث الزراعية وزارة الزراعة المصرية في محاولة للحد من المخاطر الجوية علي المحاصيل الزراعية، لتحقيق الاهداف الاتية:
- إعطاء صورة كاملة للجو السائد بكل منطقة من مناطق الجمهورية حتي يتسني لنا زراعة المحصول في البيئة الجوية التي تناسبه.
- معالجة تأثير الاحوال الجوية الضارة بالمحاصيل مثل الصقيع وهبوب الرياح الشديدة وكذلك الامطار.
- جدولة ري المحاصيل (الفترة بين الريات بناء علي الاحتياجات المائية الفعلية للنبات وذلك عن طرق البخر اليومي من وعاء البخر).
- التنبؤ بعدد ساعات البرودة التي تلزم لبعض اشجار الفاكهة .
- التنبؤ بأماكن حدوث الصقيع والتي تقل فيها درجة الحرارة عن خمس درجات مئوية حتي نتمكن من تجنب اضرارة خاصة علي محاصيل الخضر.
- تحديد مواعيد الزراعة المثلي لكل محصول في كل عروة بكل منطقة علي مستوي الجمهورية.
(*)المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير لمناخ
مركز البحوث الزرعية، وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي،
جمهورية مصر العربية