يُعدّ القطن من أهمّ المحاصيل الزراعية في مصر وله تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين. ويُعرف القطن المصري بجودته العالية وناصعته البيضاء ويُستخدم في صناعة أجود أنواع الأقمشة، ولازال القطن يلعب دورًا هامًا في الاقتصاد المصري ويوفر فرص عمل لآلاف المصريين ويُساهم في تحقيق الأمن الغذائي، لذلك تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرةً لتطوير زراعة القطن والحفاظ على هذه الثروة البيضاء الغالية على قلب كل مصري.
وقد خصصت قناة مصر الزراعية عدداً من الحلقات استضافت خلالها خبراء زراعة محصول القطن، لتقديم التوصيات الفنية والنصائح الهامة لمزارعي المحصول.
وكيل معهد بحوث القطن يتحدث عن الخريطة الصنفية للمحصول
وأثناء ضيافته في برنامج “صوت الفلاح”، قال الدكتور وليد يحيى وكيل معهد بحوث القطن، إن الموسم الحالي شهد ظهور صنفين جدد هما “جيزة 97” والذي كان متواجد في الخريطة الصنفية قبل موسمين ولكن بمساحات محدودة، إلا أن الموسم الحالي يشهد التوسع في زراعته في محافظة الغربية باستثناء مركز المحلة الكبرى بالإضافة إلى بعض مراكز محافظتي البحيرة والشرقية.
ويتميز صنف “جيزة 97” بأنه واحد من الأصناف قصيرة العمر، التي لا يتعدى عمرها 160 يومًا، ولا يزيد طولها عن 140 سم، وقوة ساقه تمثل واحدة من أبرز مزاياه، نظرًا لأنها تحول دون رقاد المحصول، علاوة على قلة احتياجاته السمادية والمائية.
أما الصنف الآخر فهو صنف “جيزة 98” والذي شهد مركز دار السلام بمحافظة سوهاج زراعته الموسم الماضي بمساحة 94 فدان لإنتاج تقاوي منه تكفي للتوسع في زراعته، حيث سيكون النواة الأساسية للحصول على تقاوي الإكثار التي ستغطي المساحات المستهدفة خلال الموسم المقبل.
وبوجه عام فإن الأصناف المنزرعة في الوجه البحري هي “سوبر جيزة 97” و”إكسترا جيزة 96″و”سوبر جيزة 94″و”صنف سوبر جيزة 86″، بينما تتمثل أصناف الوجه القبلي في “جيزة 95″ و”جيزة 98”
مميزات أصناف القطن الجديدة
وأشار وكيل معهد بحوث القطن، إلى ان الأصناف السابقة كانت تستغرق في التربة مدة زمنية تصل إلى 230 يوم بينما الأصناف الحالية يتراوح عمرها بين 160 إلى 170 يوم، مشيرا إلى ان أصناف جيزة 95 وجيزة 98 التي يتم زراعته في وجه قبلي تستغرق 150 يوم فقط في التربة مما يعطي الوقت للحصول على المحصول الشتوي كامل، إضافة إلى توفير مياه تتراوح من 800 إلى 1200 متر مكعب يمكن استخدامها في استصلاح أراض جديدة.
نصائح هامة لمزارعي القطن يقدمها رئيس بحوث المعاملات الزراعية
ووجه الدكتور مصطفة عطية عمارة رئيس بحوث المعاملات الزراعية والمتحدث الإعلامي بمعهد بحوث القطن، خلال لقائه في برنامج “المرشد الزراعي” على شاشة قناة “مصر الزراعية”، مجموعة من التوصيات للمزارعين لتجنب الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتمثلت هذه التوصيات في تجنب الري أثناء هبوب الرياح تجنبا لحداث رقاد، كما حذر من الإفراط في عملية الري بعد زراعة البذرة؛ لأنها تؤدي إلى حدوث اختناقات حول البذرة وبالتالي لا تستطيع التنفس باعتبارها كائن حي.
وأشار الدكتور مصطفى عمارة رئيس بحوث المعاملات الزراعية والمتحدث الإعلامي لمعهد بحوث القطن بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أن زراعة القطن الموسم الحالي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المزارعين في جميع محافظات الجمهورية، وخاصة بعد إعلان مجلس الوزراء أسعار الضمان للموسم الحالي والتي وصلت إلى 12 ألف جنيه في الوجه البحري و10 آلاف جنيه في الوجه القبلي.
وأضاف عمارة أن عملية الرصد حتى منتصف شهر مايو أوضحت أن المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية وصلت إلى 130 ألف و978 فدان مقارنة بالعام الماضي خلال نفس الفترة والتي كانت 89 ألف و715 فدان، أي أن الزيادة بمقدار 46%، مؤكدا أن المستهدف هذا العام زراعة 233 ألف فدان، ومن المتوقع أن تتخطى المساحات هذه التقديرات.
رئيس مركز معلومات تغير المناخ يقدم 3 نصائح هامة لتسميد محصول القطن
ولم يغفل الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات تغير المناخ خلال لقائه في برنامج “مصر كل يوم” أن يقدم التوصيات الفنية الهامة التي يحتاج إلى المزارعين عند تسميد القطن، خاصة وأنه من المحاصيل المجهدة للتربة، لذا يجب ألا تقل المقررات السمادية من السوبر فوسفات عن 6 شكاير.
كما شدد على ضرورة إضافة الكبريت الزراعي؛ لأنه يلعب دورا هاما في الحفاظ على النباتات، وكذلك يجب إضافة جرعة تنشيطية من سلفات النشادر بمعدل شيكارة واحدة فقط للفدان، كما نصح بضرورة توفير عنصر الفسفور عن طريق إضافة 3 كجم عالي الفسفور مع مياه الري مرتين متتاليتين أو إضافة 10 لترات من حامض الفسفوريك، في الأراضي المروية بطريقة الغمر، أو إضافة 4 لترات من حامض الفسفوريك مع 2 لتر من “الماب”، في نظم الري بالتنقيط.