تُعدّ زراعة النخيل من أهمّ الممارسات الزراعية في العديد من الدول، وتلعب عملية تلقيح النخيل دورًا رئيسيًا في ضمان جودة الإنتاج وكميته..كان هذا، محور حديث الدكتور السيد مصطفى قاعود أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة بالاسماعيلية جامعة قناة السويس خلال لقائه في برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع على شاشة “قناة مصر الزراعية”.
قواعد نجاح عملية تلقيح النخيل
في البداية تحدث الدكتور السيد مصطفى قاعود عن القواعد الحاكمة لنجاح عمليات تلقيح النخيل، موضحًا أن الالتزام باتباعها يمثل الضمانة الوحيدة لنجاح الموسم، وتحقيق أفضل معدلات الإنتاجية المرجوة منها، والوصول لحدود الربحية المرضية للمزارعين.
انتقاء الأغاريد الذكرية
شدد أستاذ الفاكهة كلية الزراعة بالاسماعيلية، على ضرورة الاهتمام بتنفيذ عملية “التلقيح” خلال الفترة الحالية، بوصفها من ركائز نجاح إنتاجية الموسم المقبل، مع انتقاء أغاريد الذكور الملائمة لكل صنف قبل تفتحها ووضعها في مكان مظلل.
طريقتا التلقيح الأساسية
أوضح “قاعود” أنه يمكن اتباع واحدة من طريقتين، لضمان نجاح عملية تلقيح النخيل، وفيها يقوم البعض بقطع 3 أو 4 شماريخ بعد الشق والتفتيح، مع ربطها في أحد سوباطات النخلة الأنثى، فيما تقوم الطريقة الثانية على جمع بودر حبوب اللقاح على قطع قطن، ووضعها في السوباطة الأنثى من مرتين لثلاث مرات.
استخدام العفارات في التلقيح
أجاز أستاذ الفاكهة كلية الزراعة بالاسماعيلية إمكانية القيام بخلط بودرة التلك مع بودر حبوب اللقاح ومادة سكرية، واستخدام “العفارات” لنشرها على النخلات الإناث، وتشجيعها على إتمام عملية تلقيح النخيل على النحو المطلوب، مؤكدًا أن كلتا الطريقتين تضاعف من فرص نجاح هذه العملية، وتعزز معدلات الإنتاجية المرجوة منها.
ونصح “قاعود” بضرورة الاستعانة بطاقم من “النخالين” أصحاب الخبرة، لضمان نجاح تلقيح النخيل وفصل الفسائل، مع الالتزام بحضور قوافل وزارة الزراعة الإرشادية، التي تستهدف توعية وتعريف المزارعين بأساسيات هاتين المعاملتين، لضمان الوصول لأفضل نسبة نجاح ممكنة.
مؤشرات وعلامات وقوع الإصابة بسوسة النخيل
وقدم “قاعود” خلال حديثه عددًا من النصائح الفنية حول سبل رصد ومكافحة آفة سوسة النخيل، والتسي تمثل أخطر الآفات التي تصيب النخيل، موضحًا أن أبرز العلامات الدالة على حدوث الإصابة، يتمثل في ميل أحد “جريدات” القمة واصفرارها بشكل واضح عما حولها، مشددًا على ضرورة الفحص الفوري لأي نخلة تتبدى عليها الأعراض الموصوفة، لارتفاع احتمالات إصابتها بتلك الآفة الخطيرة، والأمر عينه في حالة تهدل وميل رأس النخلة إلى أحد الجوانب، كأحد مؤشرات وجود مشاكل يتوجب علاجها بشكل عاجل.
تقنيات مكافحة سوسة النخيل
عرض الدكتور السيد مصطفى قاعود، لبعض أساليب مكافحة سوسة النخيل، موضحًا أنها تعتمد على تقنية بسيطة وسهلة وغير مكلفة للمزارعين، وذلك باستخدام “عبوات الدهانات البلاستيكية”، التي تتراوح سعتها بين 12 أو 14 لترًا.
وقدم “قاعود” شرحًا مبسطًا لكيفية تطبيق هذه الطريقة، والتي أوجزها في الخطوات التالية:
- ثقب العبوة البلاستيكية من الجهات الأربع عند ثلثي ارتفاع العبوة
- قطر الفتحة ما بين 4 إلى 4.5 سم
- تعبئة العبوة بالمياه
- تعليق أقراص “المادة الجاذبة” لهذه الآفة في الغطاء العلوي
- تدفن العبوة بعد إتمام الخطوات السابقة أسفل الشجرة
وأوضح أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية، أن هذه التقنية البسيطة وغير المكلفة تؤتي بنتائج باهرة، وتؤدي الغرض المطلوب منها بنجاح، حيث تقوم بجذب تلك الآفة، إلى داخل العبوة لتغرق وتموت، لافتًا إلى أنها تمثل أحد الاستراتيجيات التي تساعد على تحديد متوسط التعداد، ومدى انتشار سوسة النخيل بالمزرعة.
أقراص التبخير
استطرد “قاعود” شرحه لوسائل مكافحة سوسة النخيل، موضحًا أنه يمكن اتباع نفس الخطوات السابقة، مع وضع “أقراص التبخير” داخل ثقوب يتم عملها بالقرب من منطقة الإصابة، ثم غلق وسد كافة الفتحات بـ”الأسمنت”، لضمان القضاء على كافة اليرقات الموجودة داخل الشجرة.