يشكل الاستزراع السمكي مصدرًا مهمًا للتلبية العالمية للاحتياجات الغذائية المتزايدة. يعتبر الاستزراع السمكي عملية تربية الأسماك في بيئة مغلقة أو شبه مغلقة، سواء في البرك أو الأحواض أو الأقفاص السمكية في المياه العذبة أو المياه المالحة، كما يوفر الاستزراع السمكي فرصًا لتلبية الطلب المتزايد على الأسماك، ويحافظ على الموارد الطبيعية ويقلل من الصيد المفرط في المحيطات والبحار.
موقع مصر على خريطة الإنتاج العالمية من الأسماك
حول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد عبد الحميد الشاعر رئيس قسم البحوث والتطوير بوحدة أبحاث الأسماك خلال لقائه في برنامج “نهار رمضان”، المذاع على شاشة قناة “مصر الزراعية”، إن مصر تحتل مكانة مميزة بين الدولة المنتجة للأسماك من المزارع السمكية، حيث أنها تحتل المرتبة السادسة عالميًا في هذا المجال، والأولى إفريقيًا والمرتبة الثالثة عالميًا في مجال الاستزراع وإنتاج البلطي النيلي، مشيرا إلى الطفرة الهائلة على صعيد إجمالي حجم الإنتاجية، والتي وصلت إلى 2.2 طنًا، خلال الـ20 عامًا الأخيرة.
جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة
وأضاف الشاعر أن الدولة بذلت جهود ملموسة للحفاظ على منظومة الإنتاج، والتي تعتمد على ثلاثة ركائز أساسية هي “الأسماك، والمفرخات، والأعلاف”، منوها إلى المشروعات القومية الضخمة التي تم إنشائها للتوسع الأفقي في المزارع السمكية، علاوة على افتتاح عدة مصانع لإنتاج الأعلاف، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بهذا الملف، وكذلك جهود الدولة لتوفير مستلزمات إنتاج الأعلاف.
الأعلاف وأبرز التحديات
وسلط رئيس قسم البحوث والتطوير بوحدة أبحاث الأسماك الضوء على تصنيع علف الأسماك، والتي تختلف عن الأعلاف المستخدمة في مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، نظرًا لاختلاف الاحتياجات الغذائية، وطبيعة الوسط والبيئة المحيطة لكل منهما.
وأوضح أن العلف المستخدم في الاستزراع السمكي، يعتمد على مصدر نباتي ومسحوق حيواني، ناتج من إعادة تدوير مخلفات التصنيع، والأسماك التي لا تصلح للتسويق المحلي، وهو المورد الذي لا يواكب حجم الطلب عليه، نتيجة التوسعات الأفقية والزيادة المتوالية في أعداد المزارع والمفرخات.
أسباب ارتفاع أسعار تداول البروتين النباتي
وأكد أن دورة تغذية الأسماك تبدأ بأعلاف نسبة البروتين فيها 35%، فيما تنهي دورة الإنتاج على بروتين بنسبة 30%، فيما تبدأ الدواجن بـ24% وتنهي دورة تغذيتها عند حدود 17% بروتين، موضحًا أن تقنيات تصنيع الدواجن تعتمد على كسب العلف فيما يعرف بـ”إصبعيات”، بينما يستخدم العلف المطبوخ للأسماك، وهي المسألة التي تضاعف من إجمالي تكلفة تصنيعه.
وكشف “الشاعر” عن أساسيات دورة الإنتاج في مشروعات الاستزراع السمكي، والتي تمثل الأعلاف 70% من إجمالي التكلفة فيها، مقابل 30% تتوزع على مصاريف ومستحقات “العمالة” وتكاليف الطاقة التي التي يتم الاعتماد عليها في تشغيل وإدارة المزرعة.