كتب : احمد سعيد
مصر تقدم يد العون وتسخر خبراتها لدعم شعوب القارة الافريقية
قبل أن ينصرم عام 2022، وخلال شهر ديسمبر الماضي، وعلى أعتاب العام الجديد، كانت أنظار الأفارقة والعالم تتجه صوب الاحتفال الذي أقيم بجوار سد جوليوس نيريري، في جمهورية تنزانيا المتحدة، إيذانا بالمليء الأول، بحضور عدد كبير من المسؤولين في البلدين على رأسهم رئيسة تنزانيا سامية حسن، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، وسط سعادة كبيرة من جموع الشعب التنزاني الشقيق.
المشروع الذي بدأ العمل به منذ عام 2018، وتنفذه وزارة الإسكان المصرية، من خلال مجموعة التحالف المصري المتمثلة في شركتي المقاولون العرب، والسويدي إليكتريك، لصالح وزارة الطاقة التنزانية، يعزز مفهوم التعاون والتنمية بين الدول الإفريقية ومثالا يحتذى به للتعاون بين شعوب القارة السمراء.
ويقع سد جوليوس نيريري، في منطقة ستيجلر جورج على نهر روفـيجى بدولة تنزانيا، واستمرت مدة التنفيذ لحوالي 42 شهر، ويهدف المشروع إلى السيطرة على فيضان نهر روفيجى، وتوليد الطاقة، والحفاظ على البيئة، مما يؤكد أنه نموذج للتعاون والبناء والصداقة بين مصر وتنزانيا وكافة الدول الإفريقية الشقيقة، حيث من المقرر ان يساهم في توليد طاقة كهربائية بقدرة 2115 ميجا وات وتوفير احتياجات الطاقة الكهربائية بدولة تنزانيا، والتحكم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان وبالتالي توفير الاحتياجات المائية اللازمة.
ويتكون المشروع من سـد رئيسي خرساني لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية من محطات كهرباء وتشتمل الأعمال على أعمال الخرسانة للسد الرئيسي بطول إجمالي 1025 م عند القمة وبارتفاع حوالي 130 متر، ويتضمن المشروع إنشاء أربعة سدود أخرى لتخزين المياه، ويبلغ إجمالي مخزونات المياه المتوقعة ٣٤ مليار متر مكعب.
وشارك في مشروع سد ومحطة جوليوس نيريرى الكهرومائية ١٢ ألفا من العمال التنزانيين جنبا إلى جنب مع الخبرات المصرية من المهندسين والفنيين، ومن خلال أكثر من 1700 معدة وآلة تساعد في عمليات الحفر ونقل الصخور وصب الخراسانات، ووصلت ساعات العمل داخل مشروع سد ومحطة جوليوس نيريرى الكهرومائية إلى 72 مليون ساعة حتى الآن، ويبلغ إجمالي مكعبات الحفـر حوالى 4 مليون متر مكعب، وإجمالي مكعبات الردم للركام حوالى 7.5 مليون متر مكعب، وتم تنفيذ إجمالي مكعبات الخرسانة حوالى 2.6 مليون متر مكعب، وإجمالي أوزان حديد التسليح حوالى 64 ألف طن.
ويحقق هذا المشروع مكاسب عديدة لمصر وتنزانيا، حيث يعد مثالاً يحذى به، ويعزز مفهوم التعاون والتنمية بين الدول الإفريقية، خاصة بين مصر وتنزانيا خصوصًا في مجالات الطاقة والمياه، كما يعد هذا المشروع خطوة هامة لتنزانيا للبناء نحو عدد من المشروعات التنموية الهامة.
وبلا شك أن هذا المشروع عزز من السمعة الجيدة للشركات المصرية، في مجال تدشين السدود لتوليد الطاقة، باعتبار تنزانيا واحدة من أهم دول حوض نهر النيل، والتي تمتلك نحو 49% من بحيرة فيكتوريا”، كذلك أكد على مكانة مصر بين دول القارة السمراء، وسعيها الدائم نحو تحقيق التنمية للشعوب الشقيقة، تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء الأفارقة.