[ البوابة الالكترونية]

لا تسمعوا للشائعات!

في ظل هذا التسارع الهائل في عصر التكنولوجيا والمعلومات، والتقدم التكنولوجي غير المسبوق الذي يشهده العالم، ازدادت وتعددت في الوقت نفسه سُبل وفرص نشر الشائعات والمعلومات والبيانات المغلوطة، لتغزو حياتنا اليومية، مما يخلق البلبلة والتي تؤثر على قراراتنا بشكل كبير، وعلى العديد من أعمالنا اليومية.

وبلا شك أن تلك الشائعات قد ساهمت في زيادة انتشارها السريع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يعد النشر من خلالها أمر يفتقد الرقابة والسيطرة، أو التحقق، ليس فقط تلك الشائعات المرتبطة بالأشخاص ولكن أيضًا التي امتدت لتطول بعض المؤسسات والهيئات في الدولة وتشكك في أدائها وقراراتها.

وربما كانت بعض تلك الشائعات تأتي بدون علم أو معلومات مغلوطة والبعض الآخر، أراد مروجوها الابتزاز أو التشكيك في أداء المؤسسات ذاتها، وهي أمور في النهاية، قد تؤدي إلى زعزعة الثقة، وإصابة المواطنين

بالإحباط واليأس، الأمر الذي جعل مواجهة تلك الشائعات ومحاربتها ضرورة ملحة، من خلال توضيح الحقائق والرصد والتفاعل السريع للقضاء على تلك الشائعات وتفويت الفرصة على مروجيها.

ولم تكن وزارة الزراعة واستصلاحالأراضي، بعيدة عن تلك الشائعات التي طالت بعض مؤسسات الدولة الفترة الأخيرة، وهو ما أردنا توضيحه من خلال هذا العدد، حيث انتشرت بعض الشائعات المرتبطة بالقطاع الزراعي، وأداء وزارة الزراعة، والتي تم رصدها في حينه، والتفاعل معها، بهدف توضيح الحقائق للمواطنين، منعا للبلبلة وإثارة الرأي العام.

تنوعت الشائعات التي طالت القطاع الزراعي، فبعضها ارتبط بمعاملة الحيوانات الأليفة في حديقة الحيوان والآخر، بقطع الأشجار النادرة بحديقة الأورمان التاريخية بالتزامن مع خطط التطوير التي تجرى بها، وهما الأمران اللذان تم توضيحهما في حينه، والقضاء عليهما، وطمأنة المواطنين، بأن الأمور تسير في نصابها الصحيح.

بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي قد ادعوا أيضًا غلق حديقة الزهرية بمنطقة الزمالك، وإفساد متنفس أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها، وهو أمر لا يمت للحقيقة بصلة كما ادعى آخرون أن الثعابين تفسد محصول الطماطم في الحقول وتسبب في عدم صلاحيتها، وان تناولها يضر بصحة المواطنين، وهو في الحقيقة أمر يتنافى مع مبادئ العلم وطبيعة الثعابين والتي لا تتغذى على أي نباتات.

وهناك العديد والكثير من النماذج للشائعات المغرضة التي طالت القطاع الزراعي مؤخراً، وغيره من القطاعات العامة في الدولة وكانت جميعها محض افتراء، وترويج المعلومات زائفة ومغلوطة، قد تتسبب في ترويع المواطنين، في حال عدم توضيح الحقائق لهم، وقد تؤثر سلبا على حياتهم اليومية، وتساهم في زراعة الشك وعدم الثقة بين الأفراد والمؤسسات، مما يؤدي إلى تآكل النسيج الاجتماعي.

وفي حقيقة الأمر، أن مواجهة الشائعات، لم يعد فقط أمر مقتصر على هيئات ومؤسسات الدولة وحدها لتدافع عن نفسها، وتوضح كذب هذه الافتراءات، لكن الأمر أيضًا يتطلب تكاتف الجميع، بداية من المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي والواجب عليهم التحقق من المصادر قبل مشاركة أي معلومة، كما يتطلب الأمر أيضًا تعزيز الوعي الإعلامي لدى الأفراد، وتمكينهم من التفكير النقدي وتقييم المعلومات، إضافة إلى تشديد الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي واتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة إنتشار الشائعات.

خلاصة القول.. أن مواجهة الشائعات تتطلب تضافر جهود الأفراد والمؤسسات والمنصات الرقمية من خلال الوعي والتحقق من المصادر وتعزيز الحوار للحد من تأثير الشائعات السلبية وحماية مجتمعاتنا من الانقسام والتفكك.. معاً نحارب الشائعات… والسلام بداية وليس ختام!

نشر حديثا

أهم الأخبار