[ البوابة الالكترونية]

معاً نزرع القمح!

جاء موسم زراعة القمح هذا العام ليعلن عن نفسه ليستعد معه مزارعو المحروسة لزراعة مساحة تقارب ال ٣.٥ مليون فدان أو تزيد عليها، مدركين أهمية هذا المحصول الاستراتيجي الهام، والذي يعد أساسا لتأمين الغذاء.

وقد أعلنت الدولة المصرية مبكرا دعمها لمزارعي هذا المحصول في سبيل موسم ناجح، وإنتاج وفير، حيث أعلنت مبكرا وقبل موعد الزراعة بوقت كاف عن سعر استلام المحصول من المزارعين وحددت السعر بناء على تنسيق مسبق بين وزارات الزراعة واستصلاح الأراضي والتموين والتجارة الداخلية والمالية، بعد دراسة مستفيضة لكافة تكاليف الإنتاج بداية من قيمة إيجار الفدان، مرورا بكافة عمليات الزراعة واسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة وتقاوي ومبيدات نهاية بعمليات الحصاد ودرس ونقل المحصول.

وأعلن مجلس الوزراء، في اجتماعه الاسبوعي، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي الموافقة على ما عرضه وزير الزراعة، بشأن التوافق بين وزارات الزراعة والمالية والتموين على تحديد سعر استرشادي لزراعة القمح لموسم ٢٠٢٤ ٢٠٢٥، ليكون ٢٢٠٠ جنيه للأردب جودة ٢٣,٥ قيراط، و ٢١٥٠ جنيها للأردب جودة ٢٣ قيراط، و ٢١٠٠ جنيه للأردب جودة ٢٢ قيراط، وهو سعر مجزي يغطي تكاليف الزراعة ويحقق للمزارع الربحية المناسبة في سبيل تشجيعه على الزراعة والمساهمة في زيادة دخله.

ولابد من الإشارة هنا الى أن سعر الاستلام الذي حددته الحكومة، والذي جاء بزيادة قدرها ١٠٪ عن سعر الموسم الماضي، هو سعر استرشادي، أي قابل للزيادة في وقت التوريد، وفقا للمتغيرات والأسعار العالمية، ولكن في الوقت نفسه لن يقل عن ما تم الإعلان عنه.

ويعد موسم زراعة القمح من المواسم الهامة في مصر منذ نشأة الحضارة واكتشاف الزراعة، وابتكار وتطوير ادواتها. وحتى وقتنا الحالي، فله اهتمام خاص من المزارعين والدولة المصرية كافة. ليس فقط ذلك الإهتمام الذي تجلى في التناغم والتوافق بين الوزارات المعنية بتحديد سعر المحصول، لكن أيضا في تلك الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية من أجل إنجاح الموسم.

تمثلت تلك الجهود في مساعي تطوير الإنتاجية سواء من خلال استنباط أصناف عديدة ذات الإنتاجية العالية، والمقاومة للأمراض والموائمة للتغيرات المناخية المختلفة، وهي التي تم توفير التقاوي الخاصة بها في جميع المحافظات، بنسب تغطية مناسبة، وفقا للخريطة صنفية واضحة المعالم تحدد الصنف الذي تجود زراعتها في كل محافظة، لضمان الإنتاجية العالية، ويوفر على مزراعيه تكاليف الإنتاج.

جهود وزارة الزراعة شملت أيضا الاستعداد بنشر التوعية بالممارسات الزراعية الجيدة للمحصول، سواء من خلال ندوات تم عقدها مبكرا بمراكزها الإرشادية على مستوى الجمهورية أو بلقاءات مباشرة مع المزارعين في الحقول، فضلا عن آلاف الحقول الإرشادية والتجمعات التي يتم زراعتها بالمحافظات لتدريب المزارعين بشكل عملى على الزراعات والأساليب والممارسات الجيدة، ونشر التوصيات الفنية اللازمة، والتي تظل حتى نهاية الموسم مع المزارعين خطوة بخطوة.

كانت هناك أيضا مبادرة طموحة من وزارة الزراعة تنفذها من خلال مركز المعلومات الصوتية والمرئية ومركز البحوث الزراعية وقطاع الإرشاد الزراعي. حيث أطلقت حملة «معاك في الغيط». والتي تستهدف نشر الوعي ودعم جهود الإرشاد الزراعي لتقديم الدعم الفني للمزارعين، حيث ركزت تلك الحملة منذ بدايتها على توعية مزارعي القمحبمختلف محافظات الجمهورية، بالاصناف المثلى للزراعة في كل منطقة، ونشر التوصيات والممارسات الزراعية الجيدة.

وقد استعانت الحملة بالوسائل التكنولوجية الحديثة والمتعددة لنشر الوعي لدى المزارعين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وصفحات متعددة خاصة بالحملة، ووسائل وقنوات اتصال تنشر المعلومة، وتتلقى الاستفسارات والتساؤلات الخاصة بالمزارعين، والإجابة عليها خلال ٢٤ ساعة بحد أقصى، في سبيل دعم المزارعين في أسرع وقت.

وفي حقيقة الأمر أن كل تلك الجهود. التي ستشارك فيها الجميع تستهدف في النهاية تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الزراعية، لتأمين غذاء المصريين. مدركة أن من يملك غذاءه يملك قراره… نتمنى أن تكلل تلك الجهود بالنجاحوالخروج بموسم جيد لمحصول القمحوإنتاج وفير يساهم في تقليل الفجوة وتأمين الغذاء.. والسلام بداية وليس ختام !

نشر حديثا

أهم الأخبار