تحتفل هذا العام بمرور واحد وخمسون عاما على حرب أكتوبر المجيدة، وهي الذكرى الغالية على كل مصري، وعربي. والتي استعادت فيها مصر أرض سيناء الغالية من المحتل الغاصب. وحررتها من أيدى أعداء الوطن.
وبلاشك أن استعادة الأرض كان أمراً غالي الثمن، فدفع الجنود المصريون دمائهم. وبذلوا أرواحهم من أجل تلك اللحظة الفارقة في عمر هذا الوطن ورفع العلم المصري يرفرف على أرض سيناء الغالية، إلا أن هذا الثمن الغالي هو في حقيقة الأمر أقل شيء اعتاد المصريون وقواتنا المسلحة الباسلة دفعه دفاعا عن الأرض، وهو الأمر الثابت في عقيده جيش مصر العظيم على مر التاريخ وفي حقيقة الأمر أن حرب أكتوبر المجيدة، لم تكن مجرد معركة عسكرية خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها على مر التاريخ، وإنما كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الشعب المصري على تحويل الياس الى رجاء، والألم الى أمل وتحدي الصعاب وقهر المستحيل، والانتصار عليه والقضاء على غطرسة العدو وانهاء ما كانوا يروجون له بأنهم لا يقدرون أبدا.
واستطاعت حرب أكتوبر المجيدة. تغيير الكثير من المفاهيم الاستراتيجية والعسكرية وفنون القتال على مستوى العالم، وهذا الأمر لم يكون غريبا على المصريون وجيش مصر، فأدرك الجميع. قدرة الدولة المصرية على الانتفاضة
الاستعادة الأرض. واستطاعت أن تكسب تقدير واحترام العالم بأسره، فعلت كلمة الحق فوق أي كلمات أخرى.
وقد أثبت الجندي المصري كافة معاني البسالة والتضحية والفداء، فهو حقا خير أجناد الأرض والذي يتحلى بالصمود والعزة والكرامة، ليحقق النصر في تلك الملحمة والتي ستظل اعظم انتصارات التاريخ في المنطقة بأسرها.
وفي حقيقة الأمر أن حرب أكتوبر قد شارك فيها كافة فئات الشعب المصري، والذي انضم لصفوف القوات المسلحة الباسلة، سواء الذين أصابهم الدور في التجنيد، أو من سعوا للانضمام طواعية، للمشاركة في الحرب العظيمة ومعركة تحرير الأرض.
ولم يكن يفرقهم عقيدة أو دين أو خلاف فكري أو سياسي، لكنهم جميعا اجتمعوا على أمر واحد، وهو الدفاع عن الوطن والانتصار له، واستعادة الأرض وطرد المحتل ملتفين حول قادتهم، وكلهم ثقة بأن النصر آت لا محالة، والمؤيد من الله عز وجل، فكان لكل منهم دور هام، وأساسي في المعركة والتي شارك فيها الجميع. أطباء وعلماء وفلاحين ومهندسين. وغيرهم حتى الشيوخ والنساء، والذين تطوعوا للعمل في المستشفيات. لعلاج الجرحي والمصابين في الحرب.
وسلط في هذا العدد الضوء على بعض النماذج من العلماء والخبراء الزراعيين والذين قد شاركوا في هذه الحرب العظيمة. ويتحدثون بكل فخر واعتزاز عن أيام المعركة، والتي تظل بالنسبة لهم ذكرى هامة لا تنسى وأصبحت بالنسبة لأبناءهم مصدر فخر بأن أبناء ابطال اكتوبر.
وبلاشك انه يجب علينا دائما أن نستلهم روح اكتوبر العظيمة، بأن تخلص في حب هذا الوطن، والتضحية من أجله، وخاصة في أحلك واصعب الظروف والأوقات، وان يكون المصريين دائما على قلب رجل واحد، في تكاتف وترابط جمعهم فقط مصلحة الوطن. ولا يفرقهم عقيدة أو دين أو لون وتتذكر دائما أن الروح الوطنية كانت هي الأساس في تحقيق الانتصار. ومواجهة كافة التحديات، لإعلاء كلمة الوطن، ورفع رواياته عالية.
وفي هذه الذكرى الغالية، تكرر التقدير والاحترام لجنود اكتوبر البواسل، وجيش مصر العظيم وقياداته كذلك التحية إلى بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أخذ على عاتقه حينه مهمة بناء الوطن من جديد وإعادة ترتيب الجيش المصري. وبث الثقة ورفع الروح المعنوية بين جنوده. والمصريين جميعا.. وكل عام ومصر بخير. وطن غالي عزيز دام استقراره ونهضته. ودامت رواياته مرفوعة خفاقة عاليا مؤكدين على دعم كافة جهود القيادة السياسية من أجل النهوض بهذا الوطن والحفاظ على أرضه والسلام بداية وليس ختام!
الرابط المختصر: https://avic-malr.com/?p=13798