[ البوابة الالكترونية]

حان الان موعد حصاد الذهب!

يواصل فلاحو مصر من مزارعي القمح حصاد المحصول الاستراتيجي الأهم، لجني ثمار شهور من التعب والمشقة والجهد والعرق. والمتابعة المستمرة، والرعاية والعناية بالأرض والزرع والمحصول.

يأتي ذلك في الوقت الذي قد أكتست فيه أغلب حقول مصر باللون الأصفر، في منظر بهيج تتمايل فيه سنابل الذهب الأصفر، مع نسمات الهواء العليل، للإعلان عن انه قد حان موعد حصاده، وجمعه وهو ما يبتهج من أجله المزارعون فرحين بنتاج مسيرة الصبر والعناء وهو التوقيت ذاته الذي ينتظرونه من العام للعام بإعتباره المصدر الأهم لدخولهم، ومكافأة الموسم.

وتؤكد كافة المؤشرات الأولية، أن محصول هذا العام، محصول مبشر بالإنتاجية العالية، ذو الجودة العالية. وهي قصة نجاح يقف وراها العديد من الجنود المرابطين على رأسهم الفلاحالمصري الواعي الصبور، المحب المخلص لوطنه، والذي حرص على دعم منظومة الأمن الغذائي المصري، وزرع «الغلة». والتي هي أساس الكثير من الصناعات الغذائية وعلى رأسها رغيف الخبز.

ومن بين جنود الإنتاج أيضًا، تجد العلماء والخبراء من مركز البحوث الزراعية. والذين اجتهدوا وعملوا على استنباط أصناف متميزة من محصول القمح، ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض. والتي تتكيف مع التغيرات المناخية. وأعدوا الخريطة الصنفية لاختيار أنسب الأصناف في كل منطقة ومحافظة من محافظات مصر لضمان زيادة الإنتاج من المحصول، فضلا عن حصول المزارع على السعر المجزي المحصوله.

ثم تجد على الجانب الآخر المهندس الزراعي في تخصصات مختلفة الإرشاد والمكافحة، والذي لم يدخر جهدًا من أجل المتابعة المستمرة للفلاح في حقله، ونقل التوصيات الفنية والممارسات الزراعية الجيدة. وتوعية المزارع بالأنسب في كل مرحلة، سواء في معاملات الزراعة. أو عمليات المكافحة ورصد الأمراض والوقاية منها، وتوصيات التعامل مع التقلبات الجوية والتغيرات المناخية.

وفي قصة النجاح أيضا، تجد الدولة المصرية والحكومة، وقد ساندت مزارعي المحصول، حيث عملت على توفير كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي. بأسعار مدعمة، ووضعت منظومة لمنع التلاعب في هذا الدعم، وضمان وصوله إلى مستحقيه ذلك بالإضافة إلى أنها قد أعلنت عن سعر مجزي مقابل استلام المحصول من المزارعين الزيادة دخله ورفع مستوى معيشته.

لم يقتصر دور الدولة المصرية فقط عند هذا الأمر، بل عملت جاهدة وفي أوقات مبكرة للاستعداد الجيد لموسمي الحصاد والتوريد بداية من دعم الجمعيات الزراعية وتوفير الحصادات الآلية ووسائل الميكنة الزراعية الحديثة. للتيسير على المزارعين في عمليات الحصاد والدراس والجمع، والنقل، فضلا عن اتخاذ الاجراءات اللازمة للتيسير على المزارعين خلال عمليات التوريد. وتجهيز الشون والصوامع، ونقاط التجميع واتخاذ كافة السبل لضمان عدم التكدس ذلك بالإضافة إلى احكام المنظومة والتشديد على سرعة حصول المزارع على مستحقاته المالية كاملة، وفي أسرع وقت حتى تكتمل فرحة المزارع بما حصد بعد صبر وعناء.

ففي حقيقة الأمر، أن موسم حصاد القمح، هو عيد حقيقي للفلاح المصري وللمصريين جميعًا، منذ قديم الأزل فالفلاح يحتفل بحصاد محصوله ومصر تحتفل بما يجرى من خطوات لتحقيق الأمن الغذائي، واستمرار مسيرة الانتاج الزراعي المصري وتأمين الدولة لإحتياجات المصريين من الغذاء وعلى رأسها رغيف الخبز.

وقد خصصنا من خلال هذا العدد صفحات نشارك فيها هذا الاحتفال البهيج، وذلك العرس المصري الأصيل عيد الحصاد»، وفرحة المزارعين، وفرحة المصريين جميعا، وذلك استمرارا للعهد مع القارئ والمزارع ولكل متابع الحال نفسه مثلما خصصنا في أعداد سابقة، ومنذ بداية الموسم، صفحات نقلنا من خلالها التوصيات الفنية التي أعدها الباحثين والخبراء لتقديم الدعم الفني لكل مزارع قمح.. نحتفل اليوم معهم بنهاية الموسم، وفرحة الحصاد، حصاد مصر للذهب الأصفر وسنابل الخير.. وكل عام ومصر مزارعيها في عيد وخير… والسلام بداية وليس ختام!

نشر حديثا

أهم الأخبار