[ البوابة الالكترونية]

وطن يدرك ما يتمناه!

من الأمور المبهجة حقا، أن ترى تلك النتائج الايجابية، لما اتخذته الدولة المصرية، من خطوات متسارعة واجراءات حقيقية، من أجل إنتاج تقاوي وبذور خضر محليا، بهدف تقليل فاتورة استيرادها من الخارج وتوفير مستلزمات الإنتاج للمزارع المصري بأسعار مخفضة، واتاحتها دون اللجوء لاستيرادها من الخارج.

جاء المشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر، ليحمل في طياته رؤية وطنية خالصة، تؤكد على قوة الدولة المصرية واصرارها على تلبية احتياجات المزارعين، والحد من الاستيراد من الخارج، ورفع الأعباء وتوفير العملة الصعبة أيضا.

في بداية الأمر كان ذلك الأمر وكانه حلما بعيد المنال، إلا انه بفضل جهود المخلصين من علماء وباحثين، ومهندسين زراعيين تساندهم الدولة ويساندونها نجحت خطواتهم في أن تؤتي أكلها، حيث اصروا على أن يتحول ذلك الحلم إلى واقعا ملموسا.

جاء ذلك المشروع الهام، في إطار جهود الدولة لدعم القطاع الزراعي ورفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية المصرية، من خلال الاعتماد على بذور منتجة محليا تحمي المحاصيل من الآفات

وتستنبط سلالات وأصناف زراعية عالية الجودة والإنتاجية، وتقلل من تكلفة الاستيراد، في الوقت الذي أشارت فيه الاحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، بأنه يتم استيراد نحو ۹۸٪ من تقاوي الخضر والفاكهة، التي تزرع سنويا في مصر، بينما يتم إنتاج ٢ فقط، بنحو ٧ مليارات جنيه سنويا.

في الايام القليلة الماضية احتفلت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بنجاح زراعة خمسة هجن واصناف متميزة من الطماطم السلكية، ذات القيمة التصديرية العالية والإنتاجية غير المسبوقة، فضلا عن مقاومتها للأمراض والآفات وملائمتها للتغيرات المناخية وهو في الحقيقة أمر لو تعلمون عظيم، فهى مسيرة عمل استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، وربما أكثر من ذلك، بذل خلالها فريق عمل المشروع جهودا مضنية من البحث والتطبيق والتجربة حتى توصلوا إلى نتائج مبهرة.

لم يكن ذلك هو النجاح الأول لهذا المشروع الوطني الهام، لكنه كان امتدادًا لما سبق الإعلان عنه والاحتفال به من استنباط ٢٦ صنفا وهجينا محليا، لعدد ١١ محصول خضر، اثبتت أيضًا نجاحها ونتائجها غير المسبوقة، ومن بين تلك الأصناف جاءت الطماطم، الفلفل، الخيار القثاء، الكنتالوب، الفاصولياء، البطيخ الباذنجان اللوبيا، الكوسة، والبازلاء.

وراء هذا النجاح مجموعة عمل متكاملة من وزارة الزراعة واستصلاحالأراضي، وعلماء مركز البحوث الزراعية، في جميع التخصصات المعنية: البساتين، المكافحة وقاية النباتات أمراض النباتات وغيرها من التخصصات، حيث سخر هؤلاء العلماء امكانياتهم البحثية والتطبيقية ، وواكبوا التطور التكنولوجي في الممارسات الزراعية الحديثة، لإنتاج واستنباط بذور محلية تواكب البيئة المصرية واجوائها المناخية.

في حقيقة الأمر، أن ذلك الأمر كان مدعاة للفخر والتقدير، فان دل على شيء، فهو دليل واضح على قوة الدولة المصرية وقدرتها، على تحقيق أحلامها، وتدعيم خطواتها من أجل تحقيق الأمن الغذائي استمرارا لما آمنت به.. بأن من لا يملك غذاءه لايملك قراره.. تحية واجبة إلى جميع المخلصين، الذين يعملون ليل نهار، من أجل تحقيق التنمية والنمو لرفعة هذا الوطن والنهوض به.. والسلام بداية وليس ختام !

نشر حديثا

أهم الأخبار