“اليونسيف” تدعو الآباء والأمهات لتوعية أطفالهم بتغير المناخ
- الأطفال أقل مسؤولية عن تغير المناخ لكنهم يتحملون العبء الأكبر لتأثيراته
- “اتحضر للأخضر”.. المبادرة المصرية لنشر الوعي للحفاظ على البيئة
- للأسرة دور هام في تغيير سلوكيات الأطفال بقصص إيجابية وملهمة
تتعاظم قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها المختلفة، على كافة الأنشطة البشرية، الأمر الذي جعلها قضية تؤرق كافة دول العالم، ومن ثم بدأت كافة الدول في اتخاذ التدابير اللازمة للحد من هذه التأثيرات، والتخفيف منها، والتكيف معها.
ولعل من أهم تلك التدابير هو النشر على نطاق واسع، وسائل التوعية بهذه القضية وخطورتها، ليكون هناك سلوك بشري يومي، يساهم في الحد من تأثيرات التغيرات المناخية، وتقليل الانبعاثات، فضلاً عن الحفاظ على البيئة، والاهتمام بالمشروعات الخضراء.
ورغم ان الأطفال هم الفئة الأقل مسؤولية عن تغير المناخ، إلا أنهم يتحملون العبء الأكبر لتأثيراته، بحسب العديد من الدراسات، التي خلصت الى ان تلك الظاهرة، قد تؤثر على الصحة الجسدية للأطفال، وتغذيته، كما تحد من رفاهيته، وممارسة انشطته بشكل طبيعي.
“اليونسيف” وهي منظمة الأمم المتحدة للطفولة، دقت ناقوس الخطر، الذي يهدد الأطفال في هذا الشأن، وأطلقت صفارات الإنذار من اجل حمايتهم من تلك المخاطر التي قد تعود عليهم بالسلب نتيجة تغير المناخ، حيث اشارت في تقرير لها إلى أن تغير المناخ العالمي يمثل تهديدًا مباشرًا لقدرة الطفل على البقاء والنمو والازدهار، وأنه بحلول عام 2040 من المتوقع أن يعيش حوالي 600 مليون طفل في جميع أنحاء العالم في أماكن تعاني من إجهاد مائي شديد للغاية.
وأطلقت المنظمة، مبادرة لحماية أطفال العالم من الأذى والقلق، الذي قد يلحق بهم جراء تغير المناخ، وتعتمد هذه المبادرة على توعية الاطفال في سن صغير بقضية التغيرات المناخية، وهو الامر الذي يتطلب في المقام الأول وعي الوالدين بأهمية تغير المناخ كي يتحدثوا مع اطفالهم عن هذا التغير لأن من الطبيعي أن يرغب الوالدين في حماية اطفالهم من الاذى والقلق وعديد من المشاعر السلبية التي يمر بها الطفل كالخوف والحزن ونوبات الغضب وكل ذلك قد تكون ردود أفعال طبيعية بسبب تغير المناخ.
ووفقا لمبادرة “اليونسيف”، فإنه يقع على الآباء والأمهات، مساعدة اطفالهم، لإكتشاف الحقائق حول قضية تغير المناخ، وتنمية مداركهم بقدر الامكان، حتى لا يشعر الأطفال بأنهم وحدهم في هذه المواجهة.
وكشفت المنظمة الأممية، عن عدد من النصائح الهامة، والتي يجب أن يأخذها الوالدين بعين الاعتبار، للحديث مع أطفالهم، حول تغير المناخ، بأسلوب قائم على الصدق وغرس الأمل حول تغير المناخ دون تجاهل واقع القضية:
وفي البداية وقبل استعراض هذه النصائح، عليك أن تعلم أنه ربما يكون الحوار مع الأطفال في هذا الأمر صعبا في بدايته، ولكن هذا يتوقف على مدي تبسيط المعلومة، والا نشعر الأطفال دون قصد بثقل المهمة، فمن المهم الحفاظ على استمرار الحوار، فالتواصل المستمر مهم بشأن هذه القضية التي تشكّل مستقبل كل طفل، فشملت نصائح المنظمة الآتي:
- الإلمام الجيد بالمعلومات
وفقا للمنظمة، فإنه يجب على الوالدين اولا ان يكن بوسعهم الإجابة عن جميع الاسئلة التي قد يطرحها الطفل، وهو ما يتطلب التسلح بالمعلومات الكافية للإجابة على هذه التساؤلات، وليكن الأمر فرصة لاستكشاف الاجابات معاً عن طريق شبكة الانترنت او مقاطع فيديو او مقالات يمكنها المساعدة في التعرف على المعلومات العلمية.
- الاستماع
من الأمور الهامة أيضا في هذا الشأن، ان يكون الوالدين مستمعين بشكل جيد الى أطفالهم، لمعرفة كيف يشعروا بهذا الأمر، وما بوسعهم التعبير عنه ومعرفة مخاوفهم، مع عدم الاستهانة بأي شيء يشغلهم او محاولة التقليل منه، مع إعطائهم الثقة بأن بوسعهم دائما التحدث حول أي أمر يشعرون به.
- تبسيط المعلومات
يجب على الوالدين أيضا استخدام المعلومات البسيطة والمناسبة لأعمار أطفالهم، والعثور على طرق لربط موضوع تغير المناخ بالحياة اليومية، وليكن على سبيل المثال: “ان البشر يحرقون الوقود كالفحم والبنزين لتشغيل السيارات والطائرات وإنارة المنازل وكل ذلك يُنتج غازات في الجو الذي يحيط بكوكب الأرض، مما يجعل المناخ أكثر حرارة، وأن زيادة حرارة الكوكب تعني تغييرات في المناخ، ومن ثم يؤدي الى زيادة حدوث الفيضانات والأعاصير، كذلك يذوب الجليد، ويرتفع مستوى البحر، وهذه مشكلة خطيرة، وأن هناك العديد من العلماء والشباب يعملون لإيجاد حلول وتحقيق تغيير إيجابي، واننا جميعا هناك أشياء كثيرة يمكن القيام بها أيضاً للتقليل من تغير المناخ”.
- انخراط الطفل بالطبيعة
من الضروري أيضا محاولة تعريف الاطفال بشكل أكبر على الطبيعة بقدر المستطاع، وتشجيعهم على اللعب في الحدائق والمنتزهات، ومساعدته في الاستمتاع بالطبيعة واحترامه لها، وهنا يمكن الحديث معه عن اهمية الأشجار والنباتات، وكيف تنمو، بهدف تطوير فضوله واعجابه بعالم الطبيعة، وهنا يمكن ايضا ان تدعوه لغرس بذرة معا ومراقبتها ورعايتها حتى تنمو.
- التركّيزْ على الحلول
من المهم أيضا محاولة ان يظهر الوالدين لأطفالهم، أن لكل مشكلة يتم مناقشتها حلول، مع ابراز الأمثلة التي تحتوي على قصص ايجابية ملهمة وتجارب النجاح، من التي نقرأ عنها باستمرار او المحيطة بنا في مجتمعاتنا المحلية.
ويمكن ايضا هنا الحديث عن الخطوات التي يمكن كأسرة القيام بها، في المنزل، من ترشيد استخدام المياه، او اطفاء المصابيح والاجهزة في اوقات عدم الحاجة لها، وكلها امور تساهم في التصدي لتغير المناخ، كما يمكن ايضا الحديث معه عن اختيار السير على الاقدام او ركوب الدراجة الهوائية كبديل عن السيارة، وايضا يمكن الحديث معه عن أهمية غرس شجرة، او الزراعات المنزلية البسيطة سواء فوق الأسطح او في شرفات المنازل.
- التعرف على الانشطة والمبادرات المناخية للشباب من حولك
يمكن ايضا التعرف على ما يقوم به الشباب من حولك من مبادرات وأنشطة بيئية ومناخية هامة، لدعم قضية تغير المناخ، وشرحها بأسلوب مبسط الى طفلك، والمشاركة فيها، ان أمكن، مع الاشارة الى أهمية هذه الانشطة، لتوسيع مداركه، وحتى يعلم ان بإمكانه دائما ان يكون مبادر، وانه بإمكانه ان يفعل الكثير.
مبادرات مصرية .. “اتحضر للأخضر”
وكانت لمصر أيضاً المبادرة في التوعية بخطورة هذه القضية، وتأثيراتها على النشء، فلابد الإشارة الى مبادرة “اتحضر للأخضر”، والتي تعد أول مبادرة بيئية في تاريخ مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار “الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة “مصر 2030″، والتي تستهدف تغيير السلوكيات ونشر الوعى البيئي وحث المواطنين – وخصوصًا الشباب – على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة.
فتعتمد المبادرة على عدد من المحاور التوعوية، ومنها التشجير وإعادة تدوير المخلفات وترشيد استهلاك الغذاء والطاقة، والحد من استخدام البلاستيك، والحفاظ على الكائنات البحرية، والحد من تلوث الهواء، وحماية المحميات الطبيعية.
كما أن هناك أيضاً عدداً من المؤسسات والهيئات المصرية، ومنظمات المجتمع المدني، والمعنية بالطفل، والتي انخرطت مع المبادرة، ونفذت العديد من الأنشطة التي من شأنها توعية الاطفال والنشء بهذه القضية، ومنها أنشطة ثقافية وفنية، وتعليمية، وترفيهية، كذلك جوانب عملية مثل زراعة النباتات، وتنظيم فعاليات تحت شعار الحفاظ على البيئة، وابتكار وسائل تعليمية ووسائل ايضاح مبسطة.
ولذا فمن الضروري، التحلي بالإيجابية حول هذه القضية، والمساهمة في تعليم وتوعية الأطفال والنشء بخطورتها، واتباع التوصيات البيئية وتنعكس على تصرفاتهم، وأنشطتهم اليومية، في سبيل المساهمة في الحد من التأثيرات السلبية والأضرار التي قد تنجم عن هذه الظاهرة.
الرابط المختصر: https://avic-malr.com/?p=13691