أكثر من 2 مليون طائر تستقبلهم مصر في الربيع والخريف
الطيور المهاجرة هي التي تسافر من مكان لآخر في أوقات منتظمة وعادة تقطع مسافات طويلة وتكون للهجرة دورة سنوية مرتبطة بفصول السنة وتتميز الطيور بامتلاكها وسائل ذات كفاءة عالية تمكنها من السفر بسرعة ويكون لها بناء مخازن للدهون كمصدر للطاقة لاستهلاكها في الفترات الطويلة أثناء رحلات الهجرة وعادة يكون لها أجنحة أطول وأكثر تدببا وأقل وزنا من الطيور غير المهاجرة. وتبدأ الهجرة السنوية للكثير من الطيور في شهر أغسطس من الأماكن الأوروبية مواطن تكاثرها إلى قارة أفريقيا في فصل الشتاء.
وتهاجر في مجموعات بحركات دورية واسعة النطاق من المنطقة التي تعيش فيها أما بحثا عن الغذاء ومواقع التعشيش فعندما تنخفض المواد الغذائية فتميل للهجرة شمالا في فصل الربيع للاستفادة من توافر الحشرات غذاؤها الأساسي والنباتات ومع اقتراب فصل الشتاء ونقص الحشرات وغيرها من المواد الغذائية تتحرك الطيور جنوبا مرة أخرى. أو للهروب من البرد ولكن بعض الأنواع مثل الطيور الطنانة يمكنها تحملها درجات الحرارة المنخفضة طالما الغذاء متوفر.
انواع الهجرة حسب المسافة:
- طيور لاتهاجر فتبقى في مكانها لقدرتها علي وفرة الغذاء بكميات مناسبة طول العام.
- الهجرة لمسافات قصيرة من المناطق المرتفعة للمناطق الاقل ارتفاعا.
- الهجرة لمسافات متوسطة من دولة أو ولاية لأخرى.
- الهجرة لمسافات طويلة وهي من الرحلات الشاقة مثل الهجرة من الولايات المتحدة وكندا لأمريكا الوسطى والجنوبية ويقوم بها حوالي 350 نوع من طيور أمريكا الشمالية.
كيف تهاجر الطيور؟
يضبط توقيت الهجرة بشكلٍ أساسي عبر التغييرات طول اليوم فتتنقل الطيور المهاجرة باستخدام علاماتٍ سماوية من الشمس والنجوم والحقل المغناطيسي للأرض والخرائط الذهنية.
وتقوم العديد من الطيور بسلوك للتواصل للهجرة الليلي فيما بينهم يسمى نداء الهجرة الليلية وهي وسيلة تواصل تستخدمها عند قيامهم بالهجرة في وقت الليل فتعمل هذه النداءات على الحفاظ على تكوين السرب والتقليل من فرص التصادم بين أفراد السرب المهاجر.
وتهبط الطيور المهاجرة ليلا في الصباح وتتوقف لبضعة أيام لتتغذى ثم تستأنف رحلتها، ومن مزايا الهجرة الليلية تقليل الدمار الذي تسببه للمزروعات وتجنب نفسها التعرض لضربة شمس نتيجة التعرض الطويل لأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة خلال النهار وتستطيع أن تتغذى خلال النهار وأحد عيوب الهجرة الليلية هي قلة النوم لكن يمكنها تغيير عادات نومها لتعويض هذا النقص.
تحدد طرق الهجرة وأماكن قضاء الشتاء اعتمادا على السلوك الوراثي وعلى النظام الاجتماعي لأنواع الطيوروتهاجر في صورة اسراب أو جماعات. في أنواع الطيور التي تعيش طويلا كاللقالق البيضاء يقود السرب عادة أكبر الأعضاء سنا ويتعلم الأصغر سنا مسار رحلتهم الأولي، في الأنواع ذات الأعمار القصيرة التي تهاجر وحدها كطائر أبو قلنسوة أو الوقواق أصفر المنقار فتتبع الطيور في هجرتها الأولى مسارا محددا وراثيا.
وتتبع الطيور المهاجرة لمسافات طويلة خطا مقوسا أو مسارا خطافي الشكل أو مسارات دائرية ولا تزال بعض الأنواع تهاجر لما يزيد عن 14,500 كيلومترا بطريقة متوارثة عن الأسلاف للوصول للأراضي التي تقضي فيها الشتاء في أفريقيا جنوب الصحراء بدلا من البحث والعثور على مناطق جديدة أكثر قربا من مناطق تكاثرها.
حوالي 40 % من طيور العالم تهاجر سواء كانت رحلة قصيرة لمنطقة أكثر دفئا أو رحلة طويلة وشاقة فللمتغيرات التي تحدث للمناخ أو مدي توفر الغذاء لها دورا في كيفية ومتى تقرر الطيور الهجرة.
مصر تفتح أبوابها للطيور المهاجرة من شتى أنحاء العالم
تمتلك مصر موقعا جغرافيا متميزاً مما جعلها مقصدا للطيور المهاجرة والتي تهرب من برد الشتاء في أوروبا لمصر فتهاجر مرتين سنويا خلال فصلي الربيع والخريف وذلك بحثًا عن الغذاء والمناخ الجيد والتزاوج من أجل التكاثر ويعتبر وادي النيل المركز الثاني ضمن أفضل مسارات هجرة الطيور في العالم.
أين تجد الطيور المهاجرة ملاذها في مصر؟
أهم تلك المواقع التي تلجأ اليها الطيور المهاجرة الى مصر: بحيرة المنزلة وبحيرة ناصر وبحيرة قارون ووادي الحيتان بالفيوم وبحيرة الباردويل بشمال سيناء، وبحيرة أدكو احدى البحيرات الشمالية، وبحيرة البرلس والعين السخنة وبحيرة مريوط وجزر روابل البحر الأحمر وخزان أسوان وجزر الغردقة وسهل القاع جنوب سيناء ورأس محمد وجبل المغارة وجزيرة الزبرجد جنوب مرسي علم ووادي النطرون.
فتقضي الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر منتشرة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وعلى امتداد وادي النيل وعلي الأخص في الجنوب بأسوان وبحيرة ناصر.
يمر بمصر أكثر من 2 مليون طائر في فصلي الربيع والخريف ينتمون لأكثر من 500 نوع منها ما يزيد عن مليون طائر من الطيور الجارحة و37 نوعا من الطيور الحوامة و66 ألف بجعة و500 ألف لقلق أبيض.
ويأتي على رأس هذه الطيور:
- طائر اللقلق الأبيض وهو طائر أوروبي يهاجر للمناطق الدافئة ببلاد الشام وشمال افريقيا وتركيا وهو أحد أشهر الطيور المهاجرة لمصر ويأتي في فصل الربيع ويرحل في الخريف ويتواجد في أغلب الأوقات في الأماكن الزراعية في الدلتا والصعيد.
- طائر الصرد أحمر الظهر ويطلق عليه المصريين اسم “دقناش الأكحل” ويهاجر من اوروبا لمصر في فصل الخريف ويظل عدة أسابيع ويوجد في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار.
- طائر السمان يعيش في أوروبا ووسط وغرب إفريقيا وأمريكا ويهاجر لمصر في فصل الشتاء ويوجد دائما على الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي ويعتقد البعض أنه جزء من الطعام الإلهي “السلوى” الذي منحه الله لبني إسرائيل بعد هروبهم من سيناء كما ورد في القرآن الكريم.
- طائر أبو الفصاد (الذعرة) ويتميز بالحجم الصغير والذيل الطويل يهتز بشكل مستمر ويهاجر لمصر في الشتاء والربيع ويعود لأوروبا أواخر شهر مايو (فترة التخصيب والفقس ثم تربية الصغار).
- الهدهد يوجد منه نوعين هجين في مصر ويهاجر لمصر في الخريف من أجل التكاثر حيث الطقس المناسب له.
- صقر الغزال يأتي من أوروبا مرورا بآسيا ويصل لمصر شتاءا ومنها لشبة الجزيرة العربية وإثيوبيا ومهدد بالانقراض نتيجة للصيد الجائر وعملية التدريب على الصيد والتي تتم بشكل غير احترافي فيؤدي لموته.
- طائر درسة الشعير من أجمل الطيور الأوروبية آكلة الحبوب التي تهاجر لمصر في الصيف للتكاثر ونتيجة لطعامه في فرنسا ومصر جعله في قائمة الطيور المهددة بالانقراض.
- طائر الوروار طائر صغير الحجم ذو الريش الجميل والناعم يستخدم في المنازل للزينة ويهاجر لمصر ويظل بها 6 أشهر من بداية أبريل لنهاية سبتمبر ويستخدمه المصريون لأغراض التربية والزينة وأحيانا للطعام.