تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية للتوسع في التحسين الوراثي، نجحت وزارة الزراعة واستلاح الأراضي، في إنتاج واستيراد عدد 4.5 مليون قصيبة تلقيح اصطناعي، فضلاً عن تطوير وتشغيل عدد 4 مراكز للتلقيح الاصطناعي في: العامرية وسخا والعباسية وبني سويف؛ وتم تزويدهم بكافة الأجهزة اللازمة وتوفير عدد 96 طلوقة من السلالات عالية الإنتاجية نتج عنها نجاح تلقيح عدد 2.2 مليون رأس من الماشية المحلية والحصول على ولادات تحمل الصفات الوراثية عالية الإنتاجية.
وحرصت وزارة الزراعة، على إنشاء وتطوير وتجهيز عدد 1773 نقطة تلقيح اصطناعي بالوحدات البيطرية في كافة ربوع الجمهورية وبخاصة في قرى حياة كريمة، وكذلك العمل على تكثيف التوعية للمزارعين بأهمية استخدام التلقيح الاصطناعي من خلال المدارس الحقلية والدورات التدريبية التي تقدم للمربين والأطباء البيطريين وبعض الشباب، وهو ما ساعد على توفير فرص عمل لهم ومصدر دخل لهم ولأسرهم.
وفي قرى مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية بدلتا مصر، يعرف قطب الفتياني، صاحب الـ 41 عاما بين الأهالي ومربي الماشية بـ”قطب تلقيح”؛ وذلك لشهرته الكبيرة التي اكتسبها في تلقيح الأبقار اصطناعيا مستخدما في ذلك بعض المعدات البسيطة ومنها أسطوانة النيتروجين الخاصة بحفظ قصيبة السائل المنوي للطلائق المحسنة وراثيا، ومسدس التلقيح لضمان وصوله إلى عنق الرحم للأبقار أو الجاموس، وما ساعده على ذلك حصوله على تدريب متقدم داخل المعاهد والمراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
يقول قطب الفتياني، إنه حاصل على دبلوم فني صناعي، لكنه ومن خلال أحد الأطباء البيطريين بوزارة الزراعة حصل على دورة تدريبية حول كيفية التلقيح الاصطناعي للأبقار؛ في معهد التناسليات الحيوانية بالهرم، ثم تبعه بدورة متقدمة في المركز الدولي لرعاية الحيوان بسخا في كفر الشيخ، مؤكدا أن الدورات التدريبية كانت تتمثل في شرح نظري يتبعه تطبيق عملي وهو ما أثقل مهاراته في هذا المجال وحصل على شهادات تجيزه في هذا العمل.
ويؤكد أن المربي المصري زاد وعيه تجاه أهمية التلقيح الاصطناعي لرؤوس الأبقار والماشية، وذلك لعدة أسباب زيادة الإنتاجية من الألبان أو اللحوم بالنسبة للولادات التي تحمل الصفات الوراثية للطلائق وعلى حسب نوعها وهو ما ينعكس على زيادة دخله، سرعة وسهولة عمليات التلقيح الاصطناعي الذي يتم داخل مزرعة أو مكان تربية المزارع الصغير مع انخفاض سعر التقليح مقارنة بالتلقيح الطبيعي والذي يمثل خطورة في بعض الأحيان لانتشار الأمراض التناسلية.
ويتابع قائلا: “الحمد لله من خلال الدورات التدريبية دي.. بقي ليا مصدر دخل ليا ولأسرتي.. وبقيت معروف بين كل المربين في مركز بسيون لأمانتي في الشغل.. وشهريا بجيب 800 قصيبة سائل منوي للتلقيح من مركز العامرية.. بصراحة حاجته مضمونة وكويسة جدا.. ومش ملاحق على الشغل.. والمربي بقي عنده وعي ومهتم بموضوع التلقيح الاصطناعي لأنه بيشوف النتيجة بعنيه”.
ويشيد بدور وزارة الزراعة في توفير هذه الدورات التدريبية للشباب لتوفير فرص عمل لهم، وهو ما حققه ليرتبط بتلك المهنة وتمثل مصدر دخل له ولأسرته، مؤكدا أن وزارة الزراعة ومن خلال معاهدها ومراكزها البحثية المتخصصة في إنتاج السائل المنوي للأبقار والجاموس المحسن وراثيا، يتم بيعها للأطباء البيطريين والفنيين بأسعار مخفضة للغاية، كما أنها توفر النيتروجين بسعر مجزي وهو عامل أساسي في الحفظ حتى وصوله للمربي.
مدير معهد الإنتاج الحيواني: نمتلك 4 مراكز لإنتاج أكثر من 4 ملايين جرعة سائل منوي لسلالات محسنة وراثيا وذات إنتاجية عالية
من جانبه؛ يقول الدكتور محمد الشافعي، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، إن الدولة المصرية ومن خلال وزارة الزراعة وضعت استراتيجية لزيادة التلقيح الاصطناعي لقطعان الماشية والأبقار لدى المربين على مختلف فئاتهم، وهو ما يضمن سرعة عملية التحسين الوراثي، وهو ما يساعد على وجود سلالات ذات إنتاجية عالية من اللحوم أو الألبان أو تكون ثنائية الغرض وهو ما يعمل على تحقيق الأمن الغذائي وسد الفجوة في اللحوم على سبيل المثال.
ويؤكد مدير المعهد، أن التلقيح الاصطناعي لقطعان الأبقار والماشية يشكل وسيلة هامة وفعالة لتحقيق نقلة نوعية كبيرة في عمليات التحسين الوراثي، مشيرا إلى أن الوزراة تعمل من خلال 4 مراكز لإنتاج أكثر من 4 ملايين قصيبة سائل منوي للتلقيح الاصطناعي من طلائق محسنة وراثيا، ومن بينها المركز الدولي لرعاية الحيوان بسخا في كفر الشيخ، التابع لمعهد الإنتاج الحيواني.
ويشير إلى أن المركز الدولي لرعاية الحيوان بسخا في كفر الشيخ، ينتج أكثر من 300 ألف جرعة من السائل المنوي، ومن المقرر زيادتها خلال العام المقبل لتنتج 500 ألف جرعة، وذلك من خلال طلائق محسنة وراثيا ويتم اختيارها بدقة عالية ووفق معايير جودة كبيرة.
ويوضح أن تلك المراكز الـ 4 التابعة لوزارة الزراعة تمد كامل قرى ومحافظات الجمهورية بالسائل المنوي اللازم لتلقيح الأبقار والجاموس، ومن خلال بيعها داخل الوحدات البيطرية التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية، وبسعر رمزي للغاية، أو من خلال الأطباء البيطريين أو بعض الفنيين الذين حصول على دورات تدريبية داخل تلك المراكز واكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال، وهو ما يساعد على خدمة المربي والثروة الحيوانية في مصر.
مدير مركز العامرية: نمتلك طلائق محسنة وراثيا من أهم سلالات الأبقار والجاوس على مستوى العالم
بينما يؤكد الدكتور سامح أحمد مدير مركز التلقيح الصناعي بالعامرية، أن المركز أحد المراكز العملية الأربعة الوحيدة المتخصصة في إنتاج جرعات السائل المنوي وتوفيره بأسعار مخفضة للمرابين، حيث يخضع المركز لقواعد صارمة وعملية للحصول على تلك الجرعات من الطلائق مرتين في الأسبوع كما يتم فحصها معمليا من خلال أحدث الأجهزة للتأكد من حيوية السائل المنوي وعدم وجود أي مشكلات أو أمراض ومن ثم يتم حفظها في درجات حراراة مناسبة ومن ثم يتم تجميدها ببخار النيتروجين ومن ثم بيعه للوحدات البيطرية والأطباء البيطريين والفنيين.
ويشير إلى أن المركز يضم 7 طلائق من الجاموس من بينها 4 خليط إيطالي و3 مصري محسن، 38 من طلائق الأبقار المحسنة وراثيا وذات الإنتاجية العالية والمختارة بعناية لأشهر السلالات عالميا ومن بين تلك السلالات من الأبقار سلالات منها الهولشتين وهى من أكثر سلالات اللبن انتشارًا على مستوى العالم وأعلى السلالات فى إنتاج اللبن حيث تنتج 35 كيلو جرام فى اليوم وحوالى 14 ألف فى الموسم وهى سلالة تتميز بسهولة الولادة، والإناث تصل لوزن 350 كيلو جرام عند النضوج الجنسى ومعدلات تحويل اللحم فى الذكور جيدة وهى سلالة جيدة لكنها تحتاج رعاية جيدة وتوفير غذاء مناسب.
ويتابع قائلا: المركز يمتلك سلالات “برون سويس”، وهي من السلالات ثنائية الغرض لإنتاج اللبن واللحم، وكذلك سلالة “مونبليار”؛ والتي تتميز بسمعة طيبة على المستوى العالمى حيث تمتاز بصفات وراثية وإنتاجية جيدة، ويوجد أيضًا سلالة “الليموزين”؛ والتي تتميز بجودة اللحم وكفاءة التحويل وارتفاع نسبة التصافى وسرعة النمو وكثرة اللحم وقلة نسبة الدهون وإنتاج اللبن من الإناث متوسط ويصل وزن الذكور إلى 1200 كيلو جرام والإناث 800 كيلو.
ويضيف قائلا: عندنا سلالة “الشاروليه”؛ وهو من أجود السلالات فى اللحم وتتميز بالجسم المستدير وعديمة القرون وذات أرجل قصيرة والمواليد ذات حجم مناسب وتتميز أيضًا بجودة قطعيات اللحوم، وكذلك سلالات “ابردين انجوس”؛ من أكبر سلالات اللحم والتي يتميز بالعضلات البارزة ومعدلات التحويل المرتفعة والجسم الكبير ونسبة التصافى المرتفعة.
ويشدد الدكتور الدكتور سامح أحمد مدير مركز التلقيح الصناعي بالعامرية، بأن المركز تم تطويره مؤخرا وخلال الفترة القادمة سيتضاعف الإنتاج منه ليزيد عن 300 ألف جرعة سنويا، والتي يتم بيعها بالكامل وهو ما يؤكد زيادة الوعي لدي صغار المربين بأهمية التلقيح الاصناعي، كما أن المركز نجح في تمويله ذاتيا وتحقيق فائض يتم دخوله إلى خزينة الدولة المصرية، لافتا إلى أن المركز يقدم خدماته الإرشادية والتوعوية من خلال الدورات التدريبية للمربين والأطباء البيطريين وتنظيم مدارس تدريبية للمربين داخل القرى.