في السادس عشر من أكتوبر كل عام، يتم الاحتفال بيود الغذاء العالمي، في أكثر من 150 دولة حول العالم، فضلاً عن العديد من المنظمات المسؤولة عن الأمن الغذائي، وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، فضلاً عن برنامج الأغذية العالمي.
ويهدف هذا اليوم الى تسليط الضوء على معاناة الجياع وناقصي الأغذية في العالم، وتوجيه الرأي العام العالميّ وتعريفه بمشكلة الجوع التي توجد في العديد من البلدان الفقيرة، كذلك نقل العلوم التكنولوجيّة لبلدان العالم الثالث، والاهتمام بالإنتاج الزراعيّ ودعمه سواءً بجهودٍ فرديّة أو بمساهمة جهاتٍ عدّة، وبذل الجهود الحثيثة لتحقيق التعاون التقنيّ والاقتصاديّ بين البلدان الفقيرة والنامية.
كما يهدف الاحتفال بهذا اليوم أيضا إلى تحسين مستوى معيشة وتعليم سكان الريف بشكلٍ عام والنساء بشكلٍ خاص، للمساهمة في تغيير ظروف حياتهم نحو الأفضل، وكذلك تشجيع الأشخاص في مختلف أنحاء العالم على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الجوع والفقر.
منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” تبنت شعار يوم الغذاء العالمي لهذا العام ٢٠٢٣ تحت عنوان: “الماء هو الحياة، الماء هو الغذاء.. لا تترك أحداً خلف الركب”
وأشارت الفاو في تقرير لها حول الاحتفال بهذه المناسبة، الى ان المياه ضرورية للحياة على كوكب الأرض، فهي تشكل أكثر من 50 % من أجسادنا وتغطي نحو 71 % من سطح الأرض، وان هناك 2.5 % فقط من المياه العذبة والصالحة للشرب والزراعة ولمعظم أغراض الاستخدامات الصناعية.
وأكدت “الفاو” أن المياه هي القوة الدافعة للناس والاقتصادات والطبيعة وأساس غذائنا، لافتة الى ان الزراعة تستحوذ على 72 % من كميات المياه العذبة المسحوبة في العالم، غير أن المياه العذبة، على غرار كل الموارد الطبيعية، محدودة.
ووفقاً للفاو، فمن شأن النمو السكاني السريع والتوسع الحضري والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ أن تعرّض موارد المياه على كوكب الأرض لإجهاد متزايد، وفي الوقت نفسه، تراجعت موارد المياه العذبة للشخص الواحد بنسبة 20 % خلال العقود الماضية، حيث يشهد توافر المياه وجودتها تدهورًا سريعًا بسبب عقود شابها سوء الاستخدام والإدارة، والإفراط في استخراج المياه الجوفية، والتلوث، وتغير المناخ. إننا نجازف بدفع هذا المورد الثمين إلى نقطة اللاعودة
وأكدت “الفاو” أن هناك 2.4 مليارات نسمة يعيشون في بلدان تعاني من الإجهاد المائي، وأن الكثير من هؤلاء الأشخاص هم مزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة يكافحون لتلبية احتياجاتهم اليومية، وبصفة خاصة النساء والشعوب الأصلية والمهاجرون واللاجئون، وتزداد المنافسة للحصول على هذا المورد الذي لا يُقدَّر بثمن فيما أصبحت ندرة المياه سببًا متزايدًا للنزاعات.
وأوضحت المنظمة الدولية ان هناك حوالي 600 مليون شخص يعتمدون جزئيًا على النظم الغذائية المائية لكسب لقمة العيش، يعانون من آثار التلوث وتدهور النظام الإيكولوجي والممارسات غير المستدامة وتغير المناخ.
وأشارت “الفاو”، الى انه قد آن الأوان لعدم اعتبار المياه من المسلّمات بعد الآن والبدء في تحسين طريقة استخدامها في حياتنا اليومية، فما نأكله وطريقة إنتاج الأغذية يؤثران على المياه، وتؤثر مسألة ما نأكله وطريقة إنتاج هذه الأغذية على المياه، لافتة الى انه يمكننا إحداث فرق من خلال اختيار الأغذية المحلية والموسمية والطازجة، والحد من هدرها، حتى عن طريق تقليل هدر الأغذية، وإيجاد طرق آمنة لإعادة استخدامها بموازاة منع تلوث المياه.
وأكدت: “نحن قادرون معًا على اتخاذ إجراءات تتعلق بالمياه من أجل الأغذية وتحقيق التغيير المنشود”
فيما أكدت “الفاو” على أنه يمكننا اتخاذ إجراءات تتعلق بالمياه من أجل مستقبل الغذاء والإنسان وكوكب الأرض ، وانه يتعين على الحكومات والقطاع الخاص والمزارعين والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والأفراد العمل معًا من أجل مواجهة التحديات المتعلقة بالمياه، وإنتاج مزيد من الأغذية والألياف وعلف الحيوانات والوقود الأحيائي بكميات أقل من المياه، مع ضمان توزيع المياه بالتساوي، وحماية نظمنا الغذائية المائية، وعدم ترك أي أحد خلف الركب.
وأكدت على ان كل فرد على هذا الكوكب، ومن ضمنهم الشباب، قادر على اتخاذ إجراءات تتعلق بالمياه من أجل مستقبل الغذاء والإنسان وكوكب الأرض.