تظل سيناء هي كلمة السر، تلك الأرض الطيبة العزيزة الغالية، والتي بذل فيها المصريون دمائهم دفاعًا عنها، من أجل استردادها من الغاضب والمحتل، تارة بالحرب وتارة بالسلام، لتظل عالقة في أذهان العالم، بأنها أرض الانتصار والعزة وأرض السلام.
وفي حقيقة الأمر أن أرض الفيروز – كما يطلق على سيناء- أرض مليئة بالخيرات، ومحط أنظار العالم، وهي قلبة للسائحين القاصدين مصر صيفاً أو شتاءاً، كما كانت من قبل مطمع للغزاه، الذين أصبحت سيناء لهم مقبرة على مر التاريخ.
وتدرك مصر جيداً وقيادتها السياسية، قيمة تلك البقعة الغالية من الأرض، ومواردها الهامة، والتي تعمل دائماً على تنميتها، لتصبح أيضاً قبلة هامة للاستثمار في العديد من المجالات، سواء من زراعة وسياحة بشتى أنواعها، حيث تعتبر الدولة المصرية “سيناء” وتنميتها قضية أمن قومي، ولا مجال للتهاون في تحقيقه، لتطولها أيادي التعمير والبناء شماًلا وجنوًبا ووسطًا، وربما تجلى ذلك في خطة طموح، أطلقتها الدولة منذ عشر سنوات، في فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية، حيث تبنى رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء، ودمج أبنائها في خطط التنمية.
وقد شملت استراتيجية الدولة العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة على أرض سيناء في كافة المجالات، حيث بلغ إجمالي تكلفة ما تم إنفاقه في أعمال التنمية الشاملة فيها منذ عام 2014، وحتى الآن ما يزيد على 650 مليار جنيه.
كما تؤكد جهود الدولة في هذا المجال أن شبه جزيرة سيناء وتنميتها جاءت على رأس أولويات القيادة السياسية، فتسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز؛ بالاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية، ذلك بالإضافة إلى حرص مصر في الجمهورية الجديدة على جعل سيناء امتداًدا طبيعًّيا لوادي النيل عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير جميع سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضًا جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت؛ لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.
-
مشروع زراعي و 256 مشروع تنموي و 18 تجمع زراعي
وقد شملت جهود الحكومة للتنمية الزراعية الشاملة في سيناء، تنفيذ عدداً من المشروعات الهامة، والتي ترصد السطور القادمة عدداً منها: حيث نجحت الدولة المصرية خلال الفترة من يونيو 2014 وحتى أكتوبر 2023 في تنفيذ نحو 165 مشروعًا زراعيًّا جديدًا بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 68 مليار جنيه، كما أنه من المخطط أيضًا أن يتم تنفيذ 19 مشروعًا زراعيًّا جديدًا بتكلفة إجمالية تصل إلى 55 مليار جنيه، خلال الفترة من أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2030، وبذلك يبلغ إجمالي عدد المشروعات الزراعية المنفذة والجاري تنفيذها والمخطط لها بشمال سيناء 184 مشروعًا بتكلفة إجمالية 123 مليار جنيه.
كما تم أيضاً تنفيذ مشروع لتنمية شمال ووسط سيناء، على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 456 ألف فدان، تتضمن: 36 ألف فدان في سهل الطينة، و49 ألف فدان في جنوب القنطرة شرق، و100 ألف فدان في منطقتي رابعة وبئر العبد، و102 ألف فدان في منطقة جنوب الشوحط، و47 ألف فدان في منطقة جنوب القنطرة شرق، و122 ألف فدان في محور شرق البحيرات الجافة، وذلك اعتمادًا على مصادر المياه من ترعة الشيخ جابر، ومحطة معالجة بحر البقر، بطاقة إجمالية 7.6 مليون م3/ يوم، حيث يستهدف هذا المشروع العملاق دعم البعد الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء، وربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وملء الفراغ السكاني بسيناء كذلك دعم استراتيجية زيادة الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، فضلًا عن دمج أبناء سيناء في تجمعات تنموية جديدة تقوم على الزراعة، إضافة إلى إتاحة فرص جديدة للعمل والاستثمار الزراعي.
واستكمالاً لجهود الدولة المصرية في تحسين الخدمات المقدمة لأبناء سيناء، قدمت وزارة الزراعة عددًا من المشروعات التنموية الصغيرة ومتناهية الصغر والتي بلغت 256 مشروعًا استفاد منها حوالي نصف أهالي منطقة الحسنة، بإجمالي تمويل قدره 2.5 مليون جنيه، كذلك تم تنفيذ عدد من التجمعات الزراعية بشمال وجنوب سيناء، يبلغ عددها 18 تجمعًا تنمويًّا زراعيًّا بشبه جزيرة سيناء، بواقع 7 تجمعات بجنوب سيناء و 11 تجمعًا بشمال سيناء، إضافة إلى استصلاح ما يقرب من 11 ألف فدان، ويتم حاليًا اجراء عمليات التسليم للمزارعين من خلال المحافظتين، حيث يستفيد من هذه التجمعات بطريقة مباشرة حوالي 2122 أسرة من أبناء سيناء والمحافظات الأخرى بواقع 5 فدادين بالإضافة إلى منزل بالتجمع السكني لكل مستفيد.
-
لأول مرة دمج أبناء سيناء في مشروعات التنمية لضمان استقرارهم
وقد أطلقت وزارة الزراعة أيضاً برنامجاً تنموياً عملاقاً لدمج أبناء سيناء في التنمية، حيث يشمل برنامج دمج أبناء سيناء في التنمية المستدامة بمنطقتي الحسنة والشيخ زويد، كما تتم جميع الأنشطة في إطار التشاركية بالتدريب ورفع المهارات اللازمة لاستدامة هذه المشروعات حيث تم عقد 20 دورة وورشة عمل في مجالات الأنشطة الزراعية المختلفة التي تم تقديمها للمجتمع في المنطقتين وتشمل هذه المجالات: وقاية النباتات ومكافحة الآفات، والزراعات المحمية، النباتات الطبية والعطرية، التسميد العضوي والحيوي، والممارسات الزراعية المثلى للزراعات القائمة “الزيتون”، الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن تحليه المياه، والإنتاج الحيواني والداجني.
-
تم إطلاق عدد من المشروعات الصغيرة لدعم المرأة والشباب بسيناء
كما تم أيضاً إطلاق مشروع لتوزيع مشروعات الأغنام بالمناطق الحدودية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، لتنمية المرأة الريفية وخلق فرص عمل لها من خلال تملكها للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فضلًا عن إلحاق القادرين على العمل والمستفيدين من برنامج الدعم النقدي “تكافل وكرامة” في سوق العمل بعد بناء قدراتهم من خلال التدريب والتأهيل، كذلك تم توزيع 450 مشروعًا، في سانت كاترين والطور، بتكلفة 10 آلاف جنيه للمشروع الواحد، بإجمالي 4.5 مليون جنيه، ويتكون كل مشروع من اثنين من إناث الماعز الشامي الخليط العشار وكمية من العلف.
ذلك بالإضافة الى انه تم إنشاء مزرعة سمكية بقرية أم شيحان، لاستغلالها في الاستزراع السمكي المكثف في أحواض أسمنتية بمساحة فدان واحد، وذلك لزيادة الإنتاج السمكي البحري.