وردت الينا الكثير من الشكاوى الخاصة بتشقق الدرنات خاصة في بطاطس العروة الشتوية، والتي تؤرق مزارعيها.
يجب أولاً التعرف على هذه الظاهرة وأسبابها، والتي تكمن في أنها عبارة عن نمو غير متزامن بين الأنسجة الدرنية الداخلية والخارجية، وفي بعض الأحيان يشار إلى هذا على أنه “انفجار”، وتتطور التشققات الطولية عندما ينمو النسيج الأساسي داخل الدرنة بشكل أسرع من الأنسجة الخارجية.
وبعبارة أخرى، يكون الضغط الداخلي للدرن أكبر من قوة الشد في الجلد أو الأنسجة السطحية، ويمكن أن يؤدي الشق أو الكراك الناتج إلى تشقق الدرنة بالكامل وقد يكون ضحلًا أو نصف بوصة، ويمكن ان يحدث شقوق ويتم التئامها.
عندما تلتئم ، فإنها نادرا ما تصاب بمرض، ويمكن أيضا أن يرتبط تشقق النمو مع عدوى النبات من قبل عدد قليل من الفيروسات غير المألوفة نسبيا مثل فيروس التقزم الأصفر والدرنة المغزلية.
وتشقق الدرنات أما عيب فسيولوجي أو عيب مرضي نتيجة الاصابة ببعض الامراض النباتية.
أولاً: التشقق الفسيولوجي (الزراعي):
زاد ظهور هذا “العيب” الفسيولوجي كثيرا الموسم الشتوي الحالي، وخاصة في العروات المبكرة المزروعة في اكتوبر الماضي، كما زادت اللغط حول الأسباب الحقيقية للظهور المكثف لهذه العيوب.
وفي ايجاز مختصر حول أسباب ذلك، نستطيع القول إن السبب الأساسي والرئيسي هي التذبذبات “المناخية” الحادة التي سادت خلال مراحل النمو الحرجة وهي الفترة المحصورة بين ٤٠ الي ٧٥ يوم من الزراعة وهي الفترة من مرحلة ما بعد التبويض (tuberization) مرورا بمرحلة تكون الدرنات tuber formation حتي مرحلة بداية مرحلة التحجيم tuber sizing .. وهي:
- الصدمات الحرارية وخاصة زيادة درجة حرارة الليل وزيادة الفرق بين حرارة الليل والنهار وما بين الايام.
- زيادة تذبذبات الرطوبة الأرضية والجوية والسبب الرئيسي الهطول المتقطع للأمطار أثناء الفترة الحرجة من تكون الدرنات او صدمات الري (تغريق بعد تعطيش او العكس).
هناك أيضاً أسباب أخري “مكملة” و التي يمكن أن تزيد من شدة أو قلة ظهور الأعراض، وتتمثل في:
- نوعية “حساسية” الصنف المنزرع ويمثل حوالي ٦٥٪.
- زيادة التسميد الآزوتي وخاصة اليوريا وخاصة التسميد المتأخر وتمثل حوالي ١٥٪.
- النقص الحاد في عنصري الكالسيوم والبورون ويمثل حوالي ٥٪.
- الزراعة السطحية وخاصة للأصناف طويلة المدادات وذات الدرنات المطاولة تمثل حوالي ٥٪.
- التسمم بمبيدات الحشائش أو الإصابة بالريزوكتونيا وتمثل حوالي ٥٪.
- الرش بمركبات الجبرليك أو السيتوكينين بتركيزات او جرعات “عالية” حوالي ٥٪.
ولذلك عند حساب نسبة الخطأ البشري “سوء المعاملات الزراعية”، يتم الحساب بناءا علي النسب المذكورة والتي تمثل ٣٠٪ من المشكلة من إجمالي مساهمات الأسباب المذكورة عاليه.
بمعنى أنه في حال وقعت كافة الأخطاء، وكان المناخ مستقر لن تظهر الأعراض، وفي حال عدم استقرار المناخ، ويوجد صنف غير حساس لن تظهر الأعراض، وهكذا.
ثانياً التشقق المرضي:
وهو الناتج عن الاصابة بفطر ريزوكتونيا ويسمي Rhizoctonia cracking والمسبب المرضي له سلالات تسبب مرض القشرة السوداء (المعروفة) وسلالات أخرى تسبب تشقق الدرنات، وهنا تشقق الدرنات مختلف في الشكل والاتجاه عن التشقق الفسيولوجى حيث يكون تشقق طولي وعرضي “قصير” وذو ملمس خشن وفى الغالب “يتعفن”، – وذلك علاجه عدم زراعة تقاوي مصابة بالقشرة السوداء او زراعة بطاطس عقب بطاطس مصابة، او اضافة 10 كجم كبريتات نحاس مع الري الأولى.