[ البوابة الالكترونية]

صباح الخير يا “سينا”!

في ابريل تحتفل مصر، بأعياد تحرير بقعة غالية، من أرضها، والتي ارتوت بدماء شهداء ابرار من قواتنا المسلحة الباسلة، بعد سنوات من الصراع العربي الاسرائيلي، لتحرير الارض من مغتصبيها، بعد ان تحولت الى مقبرة لكل غازٍ، وانتهت المعركة برفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء، حيث تم استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي، ليسدل الستار على المشهد الأخير في سلسة طويلة من الصراع، وانتصار كاسح للسياسة والدبلوماسية والعسكرية المصرية العريقة.

اكتسبت شبه جزيرة سيناء، أرض «الفيروز» و «التين والزيتون»، قيمتها التاريخية ليس فقط من تاريخ الصراع والانتصارات التي شهدتها، لكن ايضاً من موقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام الذي حباها الله إياه، ليشكل التاريخ والحاضر والمستقبل، كشبه جزيرة، تقع بين ثلاثة مصادر للمياه : البحر المتوسط في الشمال، وقناة السويس في الغرب،  وخليج السويس من الجنوب الغربي، ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق، لتمتلك وحدها نحو 30 % من سواحل مصر، الامر الذي أهلها لتكون حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، ومعبراً بين حضارات العالم القديم في وادي النيل وفي دلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام.

وجاء تكريم الله عز وجل لسيناء دون غيرها، حيث ذكرها في سورة التين بالقرآن الكريم، وكانت معبرا لنبي الله عيسى وأمه مريم عليهما السلام، فكانت مسارا لرحلة العائلة المقدسة، ومن قبلها خليل الله ابراهيم عليه السلام، في عبوره نحو وادي النيل، فضلا عن دخول نبي الله يوسف عليه السلام واخوته من أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام، الى مصر، كذلك اختص عز وجل نبيه موسى بأن كلمه على أرضها فوق جبل الطور، لتكون سيناء مهد للديانات والانبياء والرسالات.

سيناء بما يوجد بها من مناظر طبيعية خلابة وساحرة، اصبحت رمزاً للسلام،  وهو ما اكتسبته على مدار التاريخ، والذي جعلها سجلاً شاملاً للأحداث الهامة على مدار تاريخها، لتصبح ايضا من أهم مناطق الجذب السياحي، والفرص الاستثمارية التنموية الواعدة، حيث تضم بين طياتها الكثير من المعالم التي تتفرد بها، إذ يوجد بها العديد من المنتجعات السياحية المحميات الطبيعية والمزارات الدينية الهامة.

وفي حقيقة الامر ان تلك المقومات التي تمتلكها سيناء، بجانب انها البوابة الشرقية لمصر، وغناها بالثروات الطبيعية الهامة، جعلتها باستمرار مطمعاً للطامعين، على مدى التاريخ، الا ان مصر وجنودها البواسل، كانوا دائما الحراس المخلصين، لصد أي محاولة تهدد استقرار هذه البقعة الغالية، ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة بأسرها.

“سيناء” والتي نظم لها الشعراء قصائدهم، وتغنى لها الكثير من الفنانين، احتفالا بانتصاراتها، واحتفاءاً بقيمتها التاريخية، وأعتز بها المصريون، ويأتي إليها السائحين من كافة أرجاء العالم، ستظل مصدر فخر لكل مصري وعربي، تشهد على عظمة وقدرة المصريين، على تحويل الهزيمة الى نصر، والألم الى أمل والمحنة الى منحة، وستظل شاهدة على تحطيم أساطير واحلام الغزاه، وقوة الارادة المصرية، لم تكن جهود الدولة المصرية فيها متمثلة فقط في حماية الأرض الغالية، لكنها ايضاً كانت ولازالت تواصل جهود تنميتها، في كافة المجالات، ودعم ابناءها الذين عانوا، وتخلق المزيد من الفرص الاستثمارية في كافة المجالات وعلى رأسها فيما يتعلق بالقطاع الزراعي، والذي يأتي على أولويات محاور التنمية، لأهمية هذا القطاع الحيوي في دعم وتنمية المجتمعات.

في هذا العدد، انتهزنا تلك الفرصة وهذه المناسبة، لنلقى المزيد من الضوء، على أرض الفيروز والسلام، سواء تعلق هذا الأمر بجهود تنميتها المستمرة، وايادي التعمير التي طالتها، او مناطق الجذب السياحي والاستثماري بها، احتفاءاً ببقعة مقدسة وجزءاً هاما من تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر، والذي دوما ما رواه لنا آباءنا وأجدادنا، وندرسه الى ابناءنا.. لتظل سيناء الارض الطاهرة، في الذاكرة، أرض الحرب والسلام، والجمال الساحر الخلاب..  والسلام بداية وليس ختام.. “وصباح الخير ياسينا”

نشر حديثا

أهم الأخبار