[ البوابة الالكترونية]

“سيناء” التي في خاطري!

يعد يوم الخامس والعشرون من شهر إبريل، يومًا هامًا وفارقًا في تاريخ مصر الحديث، فهو اليوم الذي حررت فيها أرض سيناء، بعد سنوات من الإحتلال الإسرائيلي لها، والذي دام خمسة عشر عاماً، واستردت مصر فيه أرضها، وأعادت سيناء الى أحضانها من جديد، وتم رفع العلم المصري على تلك الأرض الغالية، فقد شهد اليوم ذاته، إنسحاب آخر جندي إسرائيلي من سيناء، واستردت مصر كامل سيادتها عليها.

كان ذلك اليوم الذي مر عليه اثنين وأربعون عاماً، جديراً بأن تقام فيه الاحتفالات كل عام، ليصبح مناسبة وطنية، تخلدها مصر والمصريين جميعاً، بإعتبار سيناء بقعة غالية من أرض هذا الوطن، استعادها المصريون والذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم، وجعلوها مقبرة لكل من سولت له نفسه ان يقترب من تراب هذا البلد الأمين.

على أرض سيناء تم عزف سيمفونية من التكاتف الشعبي والوحدة الوطنية، فامتزجت دماء المسلمين والمسيحيين من أبناء هذا الوطن سواء، بقصد الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض، فكان الجميع على قلب رجل واحد خلف قواتنا المسلحة الباسلة، والتي أبت الاستسلام للهزيمة، وقررت ان تحولها الى نصر مبين.

ليست مبالغة ان تجد”سيناء” عالقة بقلوب وخواطر كل مصري، ولها ذكرى هامة في كل بيت مصري، فليست هناك عائلة ليس من بينها أحد الأبطال الذين شاركوا في معركة استرداد الأرض، سواء كان أباً أو جداً أو عم أو خال، والذين قدروا أهمية وقيمة هذه الأرض، وحكوا لذويهم البطولات، وروايات النصر الذي تحقق بعد الهزيمة، وتحول اليأس الى أمل ورجاء حتى تحقق.

“سيناء” لازالت حتى الآن يتغنى المصريون بالبطولات والمعارك التي دارت على أرضها، وهو ما يتجلى في الاحتفال الذي تقيمه الدولة والقوات المسلحة المصرية، كل عام احتفالاً بذكرى تحريرها، حيث الابداع في فنون الإحتفال، الذي يبرز قيمة وأهمية هذه الأرض.

ولم يكن الخامس والعشرين من ابريل هو فقط انتصاراً للعسكرية المصرية، لاسترداد الأرض، ولكنه أيضاً كان انتصاراً هاماً للسياسة والدبلوماسية المصرية، والتي خاضت معركة شرسة من المفاوضات، والمباحثات، على أرض صلبة، ولما لا فهو تفاوض المنتصر، مرفوع الرأس، حيث انتهت بإنهاء الحرب وإقامة السلام القائم على العدل، بينهما وسحب العدو كافة قواته المسلحة والمدنيين من سيناء، وفق جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء حتى تحقق الانسحاب الكامل يوم 25 أبريل عام 1982.

وقد أدركت القيادة السياسية في مصر، أهمية تحقيق تنمية شاملة على هذه الأرض الطيبة، تتناسب مع تاريخها، وعطاء أبناءها، وتقديرا لما قدموه، وتعويضاً لهم عما عانوه في الماضي، فقد كانت خطوات الدولة المصرية، جادة نحو الاسراع في تحقيق تلك التنمية، وجعلها محط أنظار العالم، وقبلة هامة للسائحين، ليس هذا فحسب بل تحولت أيضاً الى أرض للسلام، حيث تستقبل فيها مصر، زعماء العالم في مؤتمرات وقمم السلام.

شملت جهود التنمية الشاملة التي نفذها مصر على أرض سيناء أيضاً، خلق المزيد من فرص العمل لأبناءها، بإستغلال الموارد التي تمتلكها سيناء، ودمج أبناءها في خطط التنمية، خاصة في مجال الزراعة، حيث تم تنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية التنموية العملاقة في سيناء، لتظل شاهدة على قدرة مصر والمصريين، على الإنتصار والتنمية والبناء والتعمير.

كل عام ومصر بخير حفظها الله بلد أمن وأمان.. انه نعم المولى ونعم النصير .. ودامت سيناء وأبنائها في سلام وتنمية واستقرار.. والسلام بداية وليس ختام!.

نشر حديثا

أهم الأخبار