من لا يملك غذاءه لايملك قراره.. تبقى حقيقة راسخة ادركتها القيادة السياسية في الدولة المصرية منذ تسعة سنوات مضت مع تولي الرئيس عبد الفتاحالسيسي قيادة زمام الأمور بالبلاد حينما أولى قضية الأمن الغذائي، أهمية كبرى، وجعلها على رأس أولويات المرحلة.
ربما تجلى ذلك الإهتمام، في مشروعات قومية تنموية كبرى وعملاقة، تم إطلاقها في كافة أرجاء المحروسة جميعها تستهدف تحقيق التنمية الزراعية الشاملة، بكافة قطاعاتها من إنتاج نباتي متنوع، وحيواني وداجني، فضلا عن الإنتاج السمكي وتنمية الثروة السمكية حيث اعتمدت جميع تلك المشروعات على خلق مجتمعات جديدة بالتوازي معها، سواء تمثلت في مشروعات تكاملية ومساعدة وصناعات قائمة تعتمد على تحقيق قيمة مضافة للإنتاج او حتى مشروعات سكنية لتوفير سبل الراحة للعاملين في هذه المشروعات وتوفر الحياه الكاملة، وتخفيف الضغط السكاني على الدلتا القديمة.
ادركنا جيدا قيمة ما تبذله الدولة والقيادة السياسية في هذا المجال، ونظرتها الثاقبة، حينما مر العالم أجمع بأزمات تأثرت بها كافة دول العالم، حتى الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة، بداية من جائحة كورونا، مرورا بالحرب الروسية الاوكرانية ووقف امداد الغذاء، كذلك قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على العديد من القطاعات بكافة الدول وعلى رأسها قطاع الأمن الغذائي.
في الوقت الذي عانت منه كافة دول العالم من تداعيات تلك الازمات، كانت الدولة المصرية تقف على أرض ثابتة نتيجة لما تم اتخاذه من خطوات واجراءات استباقية في ملف الأمن الغذائي فلم تعاني مصر مثلما عانت الكثير من الدول، ولم يمر شعبها بأزمة في توفير الغذاء، وخاصة السلع الإستراتيجية الهامة، حيث استمر تأمين المخزون الإستراتيجي للسلع، وهو أمر لو تعلمون ليس بالهين، خاصة في أوقات الأزمات سواء كان ذلك من خلال خلق البدائل المحلية او من خلال الإعتماد على مناشيء جديدة لاستيراد السلع منها.
نجاح الدولة المصرية خلال السنوات التسعة، وخاصة أوقات الأزمات، لم يتوقف فقط عند حد تأمين الغذاء والسلع، لكنه ايضا ومن خلال تلك المشروعات الكبرى والتي تم إطلاقها خلال تلك الفترة، تم تحقيق إكتفاء ذاتي لعدد كبير من السلع والمحاصيل، ووجود فائض كبير للتصدير، ربما تجلى ذلك في كمية ما تم تصديره إلى الخارج من منتجات وسلع وحاصلات زراعية فقط خلال الموسم الماضي، والتي أشارت الى طفرة غير مسبوقة في تاريخ الصادرات المصرية، حيث تجاوزت 1.0 مليون طن لأول مرة بقيمة تتجاوز ۳.۳ مليار دولار. استطاعت مصر خلال فترة قصيرة، ان تتعافي من عثراتها بجمهورية جديدة تغير خلالها وجه مصر بالكامل من السلوم وحتى شرق العوينات ذلك بالإضافة إلى صعيد مصر والذي عانى من التهميش لسنوات طويلة، شهد أيضا تنمية غير مسبوقة، فضلا عن قرى مصر والتي شملتها مبادرة رئاسية لتنميته وتحسين مستوى معيشة أبناءه حياه كريمة»، حيث توفر لهم كافة الخدمات للتيسير عليهم، فضلا عن دعمهم بمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، تضمن لهم دخول مناسبة تساعدهم في تحمل أعباء المعيشة. حتى أرض الفيروز «سيناء» الغالية. لم تغفل عنها معركة البناء والتعمير شملتها أيضا مشروعات قومية عملاقة ستبقى بلا شك خالدة في ذاكرة وأذهان المصريين، حيث استهدفت تلك المشروعات تمكين ودمج أبناءها. ليكونوا جزءا من تلك التنمية، فضلا عن جهود جبارة حولت تلك الأرض التي بذل من أجلها كل غال ونفيس. الى جنة يفخر بها كل المصريين.
خلاصة القول إن السنوات التسعة الأخيرة في عمر هذا الوطن، ستظل على مدى التاريخ، دليلاً قاطعاً على الإرادة الحقيقة للدولة، نحو تأمين الغذاء، وتحقيق التنمية والانتصار في معارك التعمير والبناء… والسلام بداية وليس ختام
الرابط المختصر: https://avic-malr.com/?p=13621