أدى وزراء الحكومة الثانية للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليمين الدستورية، نهاية الاسبوع الماضي، وهو التشكيل الوزاري الذي شمل أوسع تعديل في تاريخ مصر بنحو ٢٠ حقيبة تقريبا.
وفي حقيقة الأمر، ان التغيير لا يعني بالضرورة ابداً أن السابقون لم يؤدوا دورهم بالشكل المطلوب، ولكن الأمر مرتبط بمرحلة، جديدة لها سياساتها، التي من الطبيعي أن يتم اختيار المناسبون لها، فقد أدى اصحاب المعالي السابقون أدوارهم المنوطة بكل إخلاص وأمانة وتجرد، إلا أن المرحلة الجديدة تطلبت شخصيات جديدة، بمهارات وكفاءات مختلفة تناسبها.
إتضح ذلك الأمر في خطاب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، عند تكليفه للدكتور مصطفى مدبولي لتشكيل الحكومة الحديدة، والتي وضع على رأس أولوياتها: الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصري على رأس قائمة الأولويات، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية.
وشملت أولويات الحكومة الجديدةً، – حسب تكليفات رئيس الجمهورية ايضاً – ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه في هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني، والخطاب الديني المعتدل على النحو الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي.
كل تلك الأمور دعت الدكتور مصطفى مدبولي إلى اختيار كفاءات جديدة بمقومات خاصة، لها القدرة على تنفيذ تلك التكليفات والتى تخص تلك المرحلة.
هذه الأمور أدركها أصحاب المعالي السابقون والجدد، وهو ما تجلى في ما شاهدناه من رقي، في تعامل كل منهما، سواء فيما تم من إجراءات للتسليم والتسلم، أو شكر السابقون للقيادة السياسية على الفترة التي حازوا خلالها على الثقة، وقبلها أيضا كان تقدير رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للوزراء السابقون لما قدموه من أجل هذا الوطن، كما تجلى أيضا في الخطابات الأولى لأصحاب المعالي الجدد، حينما قدموا الشكر للسابقين، او الخطابات الأخيرة لوزراء الحكومة السابقة والتي تمنوا فيها التوفيق والسداد لأعضاء الحكومة الجديدة، من أجل تحقيق التنمية، مؤكدين ان مصلحة الوطن وأبناءه فوق كل شيء.
ولم تكن حقيبة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بمنأى عن تلك الأموركلها، تبدأ من حالة الرقي التي تعامل بها وزير الزراعة السابق السيد القصير، ووزير الزراعة الجديد علاء الدين فاروق، حيث شكر الأول القيادة السياسية على الثقة التي منحته أياها لفترة تجاوزت أربع أعوام ونصف العام، كما قدم التهنئة وتمنى التوفيق والسداد للوزير الجديد، والذي تقدم هو أيضا له بالشكر والتحية له، على الفترة السابقة والتي تولى خلالها قيادة القطاع الزراعي.
يأتي علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الجديد، واضعا نصب عينيه تنفيذ تكليفات القيادة السياسية في زيادة دعم الفلاح، حيث جاء ملف بناء الانسان المصري، على رأس أولويات المرحلة، ولذا فقد أكد حرصه على أن يكون الفلاح أولاً، بإعتباره عمود الخيمة لإنتاج الغذاء، فأصدر تكليفاته الأولى بالتوسع في الارشاد الزراعي وتقديم الدعم الفني للفلاح والمزارع والمربي، والتواجد الدائم في الحقول، والتواصل مع المزارعين، وعلاج ما يواجههم من مشاكل أول بأول، ذلك بالإضافة الى عدد من الملفات التي أكد إهتمامه بها تتعلق بالمكافحة، والبحث العلمي، وزيادة الإنتاج والإنتاجية من محاصيل وثروة حيوانية وداجنة وسمكية.
وبلا شك أن تلك المرحلة التي يمر بها الوطن تحتاج الى تكاتف الجميع، من أجل إستكمال مسيرة التنمية والبناء، والنهوض بهذا الوطن، والحفاظ على المكتسبات، وتحقيق المزيد من الانجازات.. تمنياتنا لأعضاء الحكومة السابقة بالتوفيق في حياتهم وفيما هو مقبل، وخالص التهاني للحكومة الجديدة وتمنياتنا لهم بالنجاح والسداد والتوفيق.. والسلام بداية وليس ختام!
الرابط المختصر: https://avic-malr.com/?p=13717