اعداد: احمد سعيد
تبنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، برنامجا وطنيا لإنتاج تقاوي محاصيل الخضر، بهدف زيادة قدرة مصر على توفير بذور الخضروات محلياً بدلاً من الاستيراد لأكثر من 95% من بذور محاصيل الخضر، فضلا عن تخفيف الأعباء على المزارع وذلك بإتاحتها بأسعار مناسبة مع الحد من الاستيراد من الخارج توفيراً للنقد الأجنبي.
وزير الزراعة: هناك اهتمام ومتابعة من الرئيس السيسي لتوفير تقاوي الخضر محليا والحد من فاتورة استيرادها من الخارج
وقال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ان هناك اهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الملف، ومتابعة مستمرة، لما يجرى تنفيذه على أرض الواقع، لافتا الى ان البرنامج نجح خلال الفترة الماضية في استنباط وتسجيل عدد 26 صنف وهجين لعدد (10) محاصيل خضر رئيسية هي: الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البطيخ، الكنتالوب، البازلاء، الفاصولياء، اللوبيا، الخيار، والقثاء، حيث يتم تقيمها في 11 محطة بحثية على مستوى الجمهورية وبعض مزارع القطاع الخاص.
واضاف وزير الزراعة انه تم الاتفاق أيضا مع بعض الشركات العالمية التي لها تاريخ في مجال انتاج بذور الخضر للحصول على الأصناف المتأقلمة مع البيئة المصرية وذلك لتوفيرها للمزارعين من خلال أسلوب الشراكة معها حيث يتم حالياً التعاون مع شركات من الهند والبرازيل وغيرها.
عبد العظيم: البرنامج يستهدف خفض الواردات من تقاوي الخضر وتوفيرها محليا بأسعار تناسب المزارعين
التصدير خيار مطروح بقوة ومحوراً أساسياً من محاور البرنامج
ومن جهته قال الدكتور عادل عبد العظيم، وكيل مركز البحوث الزراعية والمشرف العام على البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، أن إطلاق البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر له أهمية كبرى في خفض الواردات من تقاوي الخضر وتوفير العملة الصعبة لتنمية الاقتصاد المصري، واستنباط أصناف وهجن خضر محلية تتساوى مع مثيلتها المستوردة أو تتفوق عليها وتتميز بالجودة العالية والمقاومة للإجهادات والأمراض، وكذلك يتوافر فيها الربط بين متطلبات المُزارع من حيث المحصول المبكر وصفات الجودة وتتوافق مع ذوق المستهلك المصري، وضبط أسعار تقاوي محاصيل الخضر في السوق المصري وعدم ترك المزارع فريسة لشركات التقاوي.
وأشار إلى أهمية وجود تقاوي وهجن بذور مصرية منتجة محلياً للفلاح والدولة، بما يؤدي إلى تقليل تكلفة الاستيراد وبالتالي توفير العملة الصعبة، كذلك يهدف البرنامج إلى حصول المزارع على تلك التقاوي في أي وقت وبأسعار مناسبة أقل من مثيلتها المستوردة، بالإضافة إلى أنها تناسب الأجواء المصرية من حيث المناخ والجودة.
وأضاف وكيل المركز، أن هذا الانجاز يأتي بأيادي وسواعد العلماء والعاملين بالمشروع، وتم زراعة التقاوي على المستوى التجاري، كذلك تم التعاقد مع الكثير من الجهات على شراء ناتج البرنامج الوطني، وتقوم بالبيع للمزارعين والشركات، لافتا الى أن مصر تُنتج ما يزيد على 20 مليون طن خضروات سنوياً وتحتل المركز السادس عالمياً بعد (الصين – الهند – الولايات المتحدة – تركيا – إيران) وتعتبر مساحة 2,2 مليون فدان كافية لتغطية الاحتياجات المحلية من محاصيل الخضر وتصدير الفائض إلى الدول الأخرى، حيث تجاوزت صادرات مصر (6 مليون طن) بقيمة تزيد على (3 مليار دولار) سنوياً لمحاصيل متنوعة.
وأكد على أن التصدير خيارا مطروحا بقوة، ويعتبر محوراً أساسياً من محاور البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، وبالفعل يتم تصدير التقاوي المصرية لبعض الدول العربية، مثل العراق، وكذلك يتم التصدير لبعض الدول الإفريقية مثل (زامبيا – تشاد – تنزانيا) وجاري تقييم التقاوي بالدول الإفريقية من خلال المزارع الإفريقية المشتركة، وإنه في حال التوسع في الإنتاج وتغطية السوق المحلي سيتم أيضاً التصدير بالتوازي للدول الإفريقية.
الجزار: البرنامج أصبح فكر وذوق مصري 100% وكبرى شركات التقاوي العالمية تتكالب للتعاون معنا
البرنامج أصبح فكر وذوق مصري 100%
من جانبه، قال الدكتور وهبة الجزار، مدير البرنامج، انه منذ ان تم اطلاق البرنامج في عام 2019، وحتى الآن تم استنباط وتسجيل 26 صنفا وهجينا، لعدد كبير من محاصيل الخضر ومنها الطماطم والباذنجان والفلفل والبطيخ والكنتالوب والبازلاء والفاصوليا والقثاء والخيار، وهناك هجن تحت التسجيل وسيتم الإعلان عنها خلال عام واحد فقط ومنها الكوسة، القثاء، الثوم والطماطم، وهناك هجن أخري تحت التقييم ومنها أكثر من 80 هجين من الطماطم لاختيار الافضل منها، لافتا الى انه من المتوقع خلال الفترة المقبلة، أن يدلي البرنامج بدلوه في الانتشار والنجاح للاصناف الخاصة به، من خلال هجن مصرية 100% من الألف للياء.
وأضاف أن البرنامج يعمل من خلال 3 محاور رئيسة، أولا: إنتاج الهجن المصرية 100%، ثانيا: شراء مواد وراثية من الخارج لتهجينها بالسلالات المصرية للحصول على هجين جديد بمواصفات جيدة ويتوائم مع البيئة المصرية، والمحور الثالث شراء هجن تجارية جاهزة من الشركات الاجنبية لسرعة كسر الاحتكار الذي تمارسه بعض الشركات، مع كبرى الشركات العاملة في هذا المجال، وبعد نجاح البرنامج توافدت الشركات عرضت التعاون مع البرنامج.
وأكد الجزار أن البرنامج يراعي التغيرات المناخية والذوق المصري في كافة المحاصيل الخضر خاصة وأن الفترة الاخيرة التقاوي المستوردة لم تكن تحقق رغبات المزارعين، مؤكدا أن البرنامج أصبح فكر وذوق مصري 100%، وأنه نجح في تحقيق معادلة صعبة خلال مدة وجيزة من خلال التسويق وبيع تقاوي محاصيل الخضر المختلفة للمزارعين وبعض الجهات التي تزرع مساحات كبيرة وبمبالغ كبيرة، وزيادة الطلب على الاصناف المنتجة وهو ما تبعه زيادة في البذور لتلبية تلك الرغبات.
واضاف مدير البرنامج ان هناك حاليا تغطية للبذور المحلية حاليا على أرض الواقع، وتم بالفعل زراعة هجن بحقول المزارعين، في بعض المحافظات، وقد اشادوا بإنتاجيتها، وجعلهم يقبلون عليها بقوة، وهو ما يؤكد نجاح البرنامج، ويجعل مضاعفة الجهود والانتاج مسئولية على عاتقنا الفترة المقبلة.
الفونس: الهجن المصرية تمتاز بالإنتاجية العالية ومقاومة الأمراض والفيروسات
الهجن المصرية تمتاز بالإنتاجية العالية ومقاومة الأمراض والفيروسات
وقال الدكتور الفونس جرجس، رئيس برنامج الطماطم بالبرنامج، إنه تم تسجيل 5 هجن مصرية 100% للعروة الصيفي المبكر، وهجين واحد مستورد للعروة الصيفي والتي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، مشيرا إلى أنه بنهاية العام الجاري سيتم الانتهاء من تقييم 10 هجن جديدة وتقييم ما يتناسب مع البيئة المصرية.
وأضاف أنه خلال مرحلة التقييم للهجن الجديدة داخل الصوب وحقول التجارب، يتم مراعاة التغيرات المناخية المختلفة، مؤكدا أنه يتم كذلك التأكد من مقاومة النبات للآفات التي تتسبب في نقل الأمراض الفيروسية للمحصول، من خلال فحصها معمليا.
وأكد رئيس برنامج إنتاج تقاوي الطماطم، إن التقاوي المنتجة محليا من خلال البرنامج، تمتاز بانتاجيتها العالية في الهجن الـ 5 التي تم طرحها بالأسواق العروة الصيفي المبكر من 30: 35 طن للفدان، والهجن الصيفي يصل 40: 45 طن للفدان وتم زراعتها بالصعيد، كما أن سعر البذور المحلية مناسبة للغاية وأقل بنسبة 50%، من سعر مثيلتها المستوردة والتي ارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه خاصة في ظل الأزمة العالمية الأخيرة.
وتابع أن التقاوي المنتجة للطماطم تخضع لبرنامج تربية وأقلمة في الظروف المصرية، وهو ما يعني تحملها لكافة الظروف وتكيفها على المدى البعيد، عكس التقاوي الأجنبية المستوردة والتي تتراجع في الإنتاجية بعد عام واحد من زراعتها، والنماذج متكررة وسرعان ما تختفي من السوق، مؤكدا على أنه يتم مراعاة الأذواق المصرية في المحصول وضمن صفاتها الثمار صلبة مستطيلة، واللون الأحمر الذي يتناسب في صناعة الصلصة وتتحمل النقل، كذلك يتم التفكير في استنباط هجن جديدة تتماشي مع التجفيف البلحية، وهي مبشرة وتحت الملاحظة، وكذلك أصناف أخرى جديدة.
وأوضح أن المزارع المصري يمتاز بالذكاء وهو الحكم في اختيار الأصناف، ويتم نشر الهجن المصرية من خلال بعض الحقول الإرشادية في المناطق التي تشتهر بزراعة الطماطم.