تعد زراعة الفراولة من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية ذات المكانة التسويقية المرموقة محليًا وعالميًا، مما يفرض على المزارعين ضرورة الالتزام بالتوصيات الفنية والإرشادية لتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية والجودة.
كان هذا محور تقرير نشرته منصة مصر الزراعية، التابعة لقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حول حديث الدكتور راضي السيد عبد الفتاح عبد الغني، أستاذ أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، حيث تناول هذا الملف بالشرح والتحليل، مسلطًا الضوء على أبرز الإجراءات والمعاملات الزراعية الواجبة.
دور التربة في تعزيز إنتاج الفراولة
أكد «عبدالغني» على أهمية اختيار تربة مناسبة لزراعة الفراولة، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون خالية من الأملاح لتجنب تأثيرها السلبي على الإنتاجية.
من الضروري اختبار معدلات ملوحة التربة والمياه والتأكد من أنها ضمن الحدود المسموحة، بحيث لا تتجاوز ملوحة التربة 500 جزء في المليون، وملوحة المياه 600 إلى 700 جزء في المليون، نظرًا للآثار السلبية لزراعة الفراولة في التربة الملحية على إنتاج الشتلات.
التعقيم وأهميته لمكافحة العفن الرمادي
أكد أستاذ أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لمنع الإصابة بمرض العفن الرمادي الناتج عن الفطر «Botrytis cinerea»، والذي يؤدي إلى تلف الثمار وجعلها غير صالحة للتسويق. وشدد على أهمية تعقيم التربة واختيار شتلات خالية من الأمراض لضمان ارتفاع معدلات الجودة والإنتاجية.
نصائح هامة لزراعة الفراولة وتأثير التغيرات المناخية
كما أكد على أهمية توفير احتياجات الفراولة من العناصر الغذائية لضمان نجاح الزراعة، مشيرًا إلى أن إضافة 100 كيلو من سلفات البوتاسيوم و200 كيلو من الكبريت الزراعي تساهم في ضبط حموضة التربة وحماية المحصول من الآفات، وأن الكبريت الزراعي له دور كبير في القضاء على الحشرات والآفات الموجودة في التربة.
مشيرًا إلى أهمية التسميد الجيد للتربة والمشتل، حيث تتطلب الفراولة كميات كبيرة من المغذيات. ويوصى بإضافة السماد البلدي بمعدل 30 متر مكعب للفدان، مع ضرورة إضافة الأسمدة الكيمياوية لضمان سرعة تحليل السماد البلدي وتحقيق أقصى استفادة منه.
أيضًا يجب الاهتمام المستمر بالمحصول خلال فترة الزراعة، وذلك من خلال الري المنتظم والتسميد باستخدام العناصر الكبرى والصغرى، خاصة العناصر المخلبية، مع تطبيقها كل عشرة أيام أو أسبوعين لضمان نمو صحي وإنتاج شتلات قوية.
نظام إنتاج الفريجو
تناول أستاذ أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية شرح نظام زراعة الفريجو، والذي يعتمد على استخدام شتلات مبرّدة تُزرع في يناير وتخزن في درجة حرارة تتراوح بين -1 إلى -2 درجة مئوية حتى أغسطس وسبتمبر، مشيرًا إلى أن هذا النظام كان يعتمد على الري بالغمر، مما أدى إلى تأخير الإنتاج.
وأشار إلى أن ارتفاع معدلات الرطوبة حول الثمار يزيد من خطر انتشار أمراض عفونة الثمار، وهي من المشاكل الرئيسية التي يواجهها المزارعون، خاصة في ظل الرطوبة العالية والأمطار.
أهمية اختيار الأمهات الصحيحات
يؤكد «عبدالغني» على أهمية اختيار أمهات الفراولة من مصادر موثوقة وخالية من الإصابات الفيروسية، وذات قدرة عالية على إنتاج الشتلات. ويوضح أن بعض المزارعين يختارون أمهات ضعيفة أو من جيل متأخر، مما يؤدي إلى ضعفال إنتاج وبالتالي تقليل المحصول.
تتم عملية الزراعة بمسافات متباينة وفقًا لنوع الصنف، فبعض الأصناف تتطلب مسافات أكبر بسبب قدرتها الكبيرة على إنتاج الشتلات.
إنتاج شتلات الفراولة وتقنيات زراعة الأنسجة
أكد «عبدالغني» أن مركز البحوث الزراعية، بالتعاون مع معامل زراعة الأنسجة، ساهم بشكل كبير في إنتاج شتلات فراولة محلية خالية من الأمراض.
كما يبذل مركز البحوث الزراعية جهودًا كبيرة في إنتاج شتلات فراولة جديدة وعالية الجودة، خالية من الإصابات الفيروسية، مما يعزز إنتاجية المزارعين وعملية الإنتاج الزراعي في مصر.
زراعة الشتلات وإعداد الأرض الدائمة
أوضح «عبدالغني» أن نقل الشتلات من المشتل إلى الأرض المستديمة يتم في شهر سبتمبر، وأكد على أهمية مراعاة الشروط العلمية لتهيئة التربة بشكل جيد، خاصة في حالة الأراضي المالحة، مشيرًا إلى أن الأخطاء في تعقيم التربة تؤدي إلى مشاكل في المحصول، وأن عملية تعقيم التربة تساهم في التخلص من الآفات والأمراض الموجودة بها.
التصدي للتغيرات المناخية وآثارها على الأمراض
أكد أستاذ أمراض النبات على أهمية التعامل مع التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل رئيسي على حدوث الأمراض النباتية، مبينًا أن الظروف المناخية المناسبة للفطريات تزيد من نسبة الإصابة، بينما تقل الإصابة عندما تكون الظروف غير مناسبة.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية الحالية تتطلب زراعة الأمهات في توقيت مناسب، مثل بداية شهر مايو بدلاً من شهر أبريل كما كان يحدث في الماضي.