[ البوابة الالكترونية]

القمح وعيده!

يعتبر محصول القمح، من أهم وأكثر المحاصيل الغذائية أهمية في العالم. حيث يعتمد عليه أغلب شعوب ودول العالم في انتاج الغذاء بأشكال مختلفة ومتعددة، وربما يأتي على رأسها الخبز والمخبوزات بشكل عام، فضلا عن المكرونة والحلويات حيث يشكل مدخلا رئيسياً في أغلب الصناعات الغذائية. وذلك نظرا لقيمته الغذائية العالية.

تلك الأهمية التي يحظى بها هذا المحصول الاستراتيجي، جعلته يحتل المساحة المنزرعة الأكبر من أي محصول غذائي آخر على مستوى العالم، ليس ذلك فحسب، بل جعلت جميع العلماء من شتى أنحاء العالم والباحثين في مجال انتاج الحبوب، يتنافسون من أجل تحسين وزيادة انتاجية هذا المحصول، وتقصير مدة بقاءه في التربة وزيادة مقاومته للأمراض التي تصيب النباتات لتلبية المطالب العالمي بل تسعى الدول أيضاً لتشجيع مزارعيها للتوسع في زراعة المحصول ذاته والذي أصبح بالتبعية مصدر هاماً رئيسياً للدخل بالنسبة لملايين المزارعين، خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة والمتوسطة.

وهنا في مصر، أكتسب هذا المحصول أهمية واسعة، واهتماماً خاصاً، منذ قديم الزمان، وعصور ما قبل التاريخ، حيث احتفى القدماء المصريين بالقمح، والذي كان من أهم المزروعات، حيث نقش الفراعنة على جدران معابدهم. طرق زراعة هذا المحصول، وجمعه وحصاده، وتخزينه. حتى طرق تصنيع الغذاء منه، فكان

بالنسبة لهم محصول له قدسيته الخاصة. وارتبط برموز وآلة الخصوبة والنماء والخير فأقاموا من أجله الأعياد والاحتفالات مع بدء زراعته ونثر حبوبه، وحتى عيد الحصاد الذي كان يعد من أهم أعيادهم على الإطلاق، والذي كان يشده الحكام والملوك.

لم يختلف الأمر كثيراً في وقتنا الحاضر. حيث حرصت القيادة السياسية ليس فقط على تشجيع المزارعين لزراعة القمح، من خلال حزمة من الإجراءات التي تأتي في صالح مزارعيه، ربما كان آخرها وقبل أيام قليلة من كتابة هذه الكلمات، قرار الرئيس السيسي بزيادة سعر استلام القمح من المزارعين، ليصبح ١٥٠٠ جنيه للأردب، وهو الأمر الذي قابله مزارعو مصر بالترحاب والبهجة والاشادة بجهود الدولة لدعم المزارع المصري، وتشجيعه على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح.

شملت جهود الدولة أيضا للنهوض بهذا المحصول الاستراتيجي الهام، ما يبذله العلماء والباحثون بوزارة الزراعة تحديدا في مركز البحوث الزراعية، لاستنباط تقاوي محسنة وأصناف جديدة من القمح، ذات انتاجية أعلى، وأكثر مقاومة للأمراض والحرص على توفير تلك التقاوي للمزارعين بأسعار مخفضة، ذلك بجانب ما تقدمه الدولة للمزارعين من أسمدة مدعمة من أجل هذا المحصول. والحرص على توفير مستلزمات الانتاج

الزراعي، لتساهم ايضا في تشجيعهم على الزراعة وزيادة دخولهم وتحسين مستوى معيشتهم، فضلا عن تقديم كافة سبل الدعم الفني والتوصيات والارشادات من خلال اجهزتها الفنية المختلفة والتي تشمل البحوث الزراعية والإرشاد الزراعي والمكافحة وغيرها، والتي تتواجد باستمرار بين المزارعين في الحقول.

 

وبالتزامن مع موسم حصاد القمح. الذي نشهده حالياً، وقد اكتست أغلب حقول مصر على مدد الشوف وملء البصر بسنابل ذهبها الأصفر. في مشهد يسر الناظرين، تجد حالة عمل غير طبيعية، وتتحول حقول ومنازل المزارعين بمختلف انحاء مصر المحروسة إلى خلايا نحل، ونشاط قد اختلط بالبهجة، وحماس قد ارتبط بفرحة. حيث يحصد الفلاحون محصول الخير. وآخرون يقومون بضمه ودراسه، وغيرهم يتولون عمليات النقل، وهناك أيضا في طريقهم الى الصوامع التوريد المحصول. خلاصة القول.. ان موسم حصاد القمحهو عيد حقيقي للفلاح والمصريين جميعا. والذين يدركون بحق قيمة وأهمية هذا المحصول، والذي تغنى له موسيقار الاجيال بالكلمات التي نظمها الشاعر المصري حسين السيد احتفالا وتبركا بالحصاد والدعاء بزيادة هذا الخير : القمحالليلة ليلة عيده يا رب تبارك و تزيده» وهي كلمات لازالت خالدة تصف هذا الحدث وقيمة محصول الخير… كل عيد وانتم بخير.. والسلام بداية وليس ختام

نشر حديثا

أهم الأخبار