ليس هناك أجمل أو أصدق مما قاله أمير الشعراء أحمد بك شوقي، للتعبير عن عبقرية وجمال لغتنا الجميلة، – اللغة العربية- وسحر كلماتها ومعانيها وعذوبة ألفاظها، في وصف مختصر انجز فيه وأوجز:
“إِنَّ الَّـذي مَلَأَ اللّـغاتِ مَحـاسِناً.. جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضّادِ”.
فعرفت اللغة العربية بتراثها الانساني العريق والعظيم، الممتد لأكثر من 1600 عاماً، وربما أكثر من ذلك، وارتبطت بحضارات عريقة، فضلاً عن شراكتها للدين الاسلامي، ونشره فهي لغة القرآن الكريم، والذي منحها نوعاً من القداسة والتكريم.
يحتفل العالم في 18 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية، تزامناً مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية لغة عمل رسمية، لتكون بذلك إحدى اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحدة.
ونقدم لك عزيزي القارئ من خلال السطور القليلة التالية، أبرز المعلومات عن اللغة العربية، والمتحدثين بها، وأهم التواريخ المرتبطة بها:
- هناك أكثر من 470 مليون نسمة حول العالم يتحدثون اللغة العربية، من دول العالم وخارجه.
- تحتل اللغة العربية المركز الرابع من حيث اللغات الأكثر انتشارًا في العالم.
- تحتل اللغة العربية المركز الثالث تبعًا لعدد الدول التي تعترف بها كلغة رسمية، وعددهم 27 دولة.
- تحتل اللغة العربية المركز الرابع من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت.
- تأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة من حيث اللغات الأكثر فائدة في الأعمال التجارية على مستوى العالم.
- جاءت اللغة العربية في المرتبة الثانية فيما يخص اللغات الأكثر جنيًا للأرباح في بريطانيا.
- اللغةُ العربيةُ هي لغة القرآن الكريم، ولغةُ الصلاة.
- اللغة العربيةُ هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي.
- كُتبَت باللغة العربية الكثير من أهمِّ الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
- ارتفعتْ مكانةُ اللغةِ العربية إثْرَ انتشارِ الإسلام بين الدول إذ أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون.
- للغة العربية تأثير مباشر وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية والتجرية والأمهرية والصومالية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
- اللغة العربية دخلت الكثير من مصطلحاتها في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى.
- اللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادةِ اللغوية، فعلى سبيل المثال يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، بينما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون – وهو من أوائل من وضع قاموساً إنجليزياً من القرن الثامن عشر- يحتوي على 42 ألف كلمة.
- تحتوي اللغة العربية 28 حرفاً مكتوباً.
- تُكتب العربية من اليمين إلى اليسار – ومثلها اللغة الفارسية والعبرية على عكس كثير من اللغات العالمية.
- يطلق على اللغة العربية “لغة القرآن” حيث نزل القرآن الكريم باللغة العربية.
- يطلق عليها أيضاً “لغة الضاد”، فهي اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف “الضاد”، فكان العرب هم أفصح من نطقوا به، ويعجز المتحدثين بغير العربية عن ايجاد صوت بديل له.
- تضم اللغة العربية عدداً من العلوم الرئيسية التي يتفرع منها علوم أخرى، من بينها: النحو، البلاغة والبيان، العروض والقوافي، الاشتقاق، التصريف، الإعراب، الترادف والتضاد.
- تعدد أيضاً اللهجات العربية، فمن بينها: الخليجية، المصرية، العمانية، الحجازية، النجدية، المغاربية، والعراقية.
الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية:
في 18 ديسمبر عام 1973م، اعتُمدت اللغة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 3190 في دورتها الثامنة والعشرين، لتكون بذلك إحدى اللغات الرسمية الست في الجمعية العامة والهيئات الفرعية التابعة لها، وجاء نص القرار كالآتي:
“أن الجمعية العامة إذ تدرك ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وإذ تدرك أيضاً أن اللغة العربية هي لغة تسعة عشر عضواً من أعضاء الأمم المتحدة (آنذاك)، وأنها لغة عمل مقررة في وكالات: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، كما أنها لغة رسمية ولغة عمل في منظمة الوحدة الأفريقية؛ وإذ تلاحظ مع التقدير ما قدمته الدول العربية من تأكيدات بأنها ستُغطي بصورة جماعية النفقات الناجمة عن تطبيق هذا القرار خلال السنوات الثلاث الأولى، تقرر إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المعتمدة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية، على أن تقوم بتعديل أحكام النظام الداخلي للجمعية العامة المتصلة بالموضوع”
صدر في الاجتماع الرقم 2206، في 18 ديسمبر 1973م.
العرب.. علماء و نحاه
- انتشرت اللغة العربية بشكل كبير مع ظهور الإسلام وفتوحات العرب في القرنين السابع والثامن، حيث كانت اللغة العربية هي السائدة في العالم والمستخدمة كوسيلة لنشر المعرفة العلمية والطبية والرياضية والفلسفية والتاريخية.
- أول من وضعَ أسس علم النحو في اللغه العربيه هو التابعيُّ أبو الأسودِ الدؤليِّ 67هـ، والذي بسطه فيما بعد “إمام النحاه” سيبويه، وتتلمذ على يديه الكثيرون.
- تم نشر العديد من المراجع الهامة في الطب باللغة العربية، وتم ترجمتها الى لغات عدة، ومن أبررزها وأهمها: “كتاب التصريف” للزهراوي، و”البصريات”، لابن الهيثم، واللذان يعدان من أهم المراجع الطبية حتى وقتنا الحالي، ذلك فضلاً عن ترجمة كتب عديدة كُتبت بالعربية لابن سينا وابن رشد وابن الهيثم والعبادي إلى لغات متعددة، وسادات وانتشرت في أرجاء اوروبا والعالم.
فصاحة الشعر في جمال اللغة
أبدع الكثير من الشعراء في وصف جمال اللغة العربية وفصحاتها، وعبروا عن فخرهم واعتزازهم الشديد باللغة العربية، بكلمات بليغة، نذكر منها:
-
قصيدة عبد الرزاق الدرباس ” في رحاب الضاد”، والتي قال فيها:
بكِ تاجُ فخري وانطلاقُ لساني.. ومرورُ أيامي و دفءُ مكاني
لغة الجدودِ ودربُنا نحوَ العُلا.. وتناغمُ الياقوتِ والمَرجان ِ
-
أيضاً: ما قاله حمد بن خليفة أبو شهاب، في قصيدة “لغة القرآن”:
لغة القرآن يا شمس الهدى..صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة.. أحدثت في مسمع الدهر صدى
-
أما صباح الحكيم في قصيدة “لغة الضاد”، والتي أوجزت:
لغة الضاد وما أجملها .. سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً.. أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ