تنفيذا لتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة و استصلاح الأراضي لباحثي المراكز و المعاهد البحثية بالاهتمام بتطوير أساليب مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه الزراعة المصرية في ظل التغيرات المناخية للوصول لأعلى إنتاجية للفدان، و تعليمات الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية برفع الوعي بالصعوبات التي تعيق تحقيق الأمن الغذائي و مناقشة أهم السبل للتغلب عليها، نظم معهد بحوث وقاية النباتات حلقة علمية تحت عنوان “تأثير التغيرات المناخية على الآفات الحشرية والأعداء الحيوية المصاحبة لها: تقنيات إدارة الآفات للتكيف مع تغير المناخ” بحضور عددا كبيرا من الباحثين والطلاب والمهتمين بمجال الزراعة ومكافحة الآفات الزراعية.
وأكد الدكتور أحمد عبد المجيد مدير المعهد على أهمية تطوير أساليب المكافحة المتكاملة للآفات لتتناسب مع التحديات التي يفرضها تغير المناخ، فارتفاع درجات الحرارة يؤدي لتسارع دورات حياة الحشرات، مما يزيد من معدلات تكاثرها. كما أن بعض الآفات قد تتمكن من البقاء على قيد الحياة خلال فصول الشتاء الأكثر دفئًا، مما يؤدي إلى زيادة أعدادها في الموسم التالي.
وأشار لتأثير تغير المناخ على أنماط تواجد الحشرات، حيث قد تنتقل بعض الآفات إلى مناطق جغرافية جديدة لم تكن موجودة فيها من قبل، مما يشكل تحديات جديدة للمزارعين في تلك المناطق. مشيرا بأن هذه الملتقيات العلمية تهدف إلى تعزيز الخطط البحثية للمعهد بوضع حلولاً استباقية للتأثيرات المحتملة لهذه التحديات، لتحقيق إدارة فعالة للآفات على المحاصيل والتغلب على المشكلات الزراعية المعاصرة.
وقد أدار المناقشات في الحلقة العلمية الدكتور محمد علي فهيم مستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية ورئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة، مشيدا بدور وقاية النباتات في توطين ثقافة العلم بنقل أخر ما توصلت له الأبحاث العلمية عن تأثير التغيرات المناخية على سلوك الحشرات وانتشارها وأحدث الطرق لمكافحتها، وتم من خلال المناقشات تبادل العديد من الأفكار والاستفسارات حول سبل حماية المحاصيل الزراعية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
حاضر في الحلقة العلمية الدكتور أحمد حامد القناوي، باحث بقسم بحوث المكافحة الحيوية، حيث قام بشرح عدة محاور هامة كتعريف التغيرات المناخية وأسبابها، وتأثيرها على الآفات والأعداء الحيوية، التغييرات في ديناميكيات الفريسة والمفترس، استراتيجيات التكيف مع تغيرات البيئة المناخية، وأهمية استخدام التكنولوجيا في رصد ومراقبة الآفات.
كما قدم توصيات لوضع استراتيجيات مبتكرة لمكافحة الآفات في ظل تغير المناخ، و تشمل تعزيز البحث والابتكار بدعم الأبحاث العلمية و تطوير تقنيات أكثر فعالية لإدارة الآفات في ظل الظروف المناخية المتغيرة، كتحديث استراتيجيات إدارة الآفات لتناسب التغيرات المناخية الحالية مثل تعديل مواعيد المكافحة وطرق استخدامها، و تعزيز التعليم والتدريب بتوفير برامج تدريبية للمزارعين والمتخصصين في الزراعة حول كيفية التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية على الآفات و نشر المعرفة حول الأساليب الجديدة لإدارة الآفات بتقدير المخاطر المناخية، فضلا عن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، والباحثين، والمزارعين لمشاركة المعلومات والخبرات حول إدارة الآفات والتكيف مع التغيرات المناخية و دعم إنشاء شبكات للتواصل وتبادل المعرفة حول الأساليب الفعالة لمكافحة الآفات، و تطوير سياسات مرنة تدعم جهود التكيف والتخفيف من تأثيرات الآفات و كذلك إدراج التغيرات المناخية في خطط إدارة الزراعة الوطنية والمحلية، كما جاء في التوصيات تشجيع الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل أنظمة مراقبة الآفات والتنبؤ بالتغيرات المناخية لتحسين استجابة الإدارة و تبني تقنيات الزراعة الذكية مناخيًا، إنشاء نظام لمراقبة وتقييم تأثيرات التغيرات المناخية على الآفات الزراعية بشكل دوري و استخدام البيانات المستخلصة لتحسين استراتيجيات الإدارة والتكيف بشكل مستمر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحلقة العلمية تأتي ضمن سلسلة من الفاعليات البحثية والعلمية التي ينظمها المعهد لتسليط الضوء على القضايا البيئية والزراعية المعاصرة.