يعتبر الأرز غذاء أساسي لأكثر من نصف سكان العالم، كما يعتبره البعض رمزاً للحضارة والتاريخ العريق، كما يحتل الأرز مكانة مهمة بين محاصيل الحبوب الغذائية، ويشغل دوراً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.
ولكن، تواجه زراعة الأرز العديد من التحديات، بما في ذلك الأمراض التي تُصيب نباتات الأرز وتُؤدّي إلى خسائر كبيرة في المحاصيل.
في هذا الموضوع، أبحر الدكتور سعيد سليمان أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق – خلال لقائه في برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة “مصر الزراعية”، وتطرق في حديثه إلى بعض الامراض التي تصيب محصول الرز وطرق العلاج وكذلك طرق الوقاية.
ثاقبات ساق الأرز
في البداية، تحدث الدكتور سعيد سليمان عن آفة ثاقبات ساق الأرز والضرر الذي تسببه، حيث قسم الإصابة إلى قسمين: القسم الأول يُعرف باسم “القلب الميت” ويحدث نتيجة لهجوم حشرة القصب الصغيرة والدودة الأوروبية، مما يؤدي إلى تحول قلب النبات إلى اللون الأبيض، اما القسم الثاني فيحدث متأخراً، ويعرف بين المختصين بـ “السنبلة البيضاء”، لافتاً إلى أنه يمثل أخطر تهديد للمحصول، نظراً لحجم الضرر الذي يسببه إلى النبات.
إجراءات مكافحة ثاقبات ساق الأرز
وأوضح أستاذ الوراثة في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق أن العرض المعروف باسم “القلب الميت”، الذي يحدث نتيجة الإصابة بـ”ثاقبات ساق الأرز”، لا يشكل خطرًا إذا توقفت نسبة الضرر عند 5% من مساحة الحقل الكلية، نظرًا لوجود كائنات أخرى تعتمد عليها كمصدر غذاء، مثل الترايكوجراما.
وأكد “سليمان” أن الإصابات الناجمة عن حفار ساق الأرز تتزايد في كثير من الأحيان في المناطق ذات خصوبة التربة الضعيفة أو ارتفاع نسبة الملوحة بسبب زيادة المياه حول النباتات، مما يستلزم تنفيذ إجراءات وقائية باستخدام المبيدات الفوسفورية.
التبقع البني في الرز
كذلك التبقع البني في الأرز والتوصيات الفنية الضرورية لمواجهته عند حدوث الإصابة أو ظهور أعراضه، كان من أبرز المواضيع التي ناقشها الدكتور سعيد سليمان، مشيرا إلى أنه يجب اتباع بعض الإجراءات الضرورية لمنع انتشار الأمراض الفطرية التي تهدد زراعة الأرز مثل “اللفحة” و”التبقع البني”، وخاصة بالنسبة للأصناف القديمة ذات المقاومة المتوسطة، لتجنب زيادة الخسائر الاقتصادية المتوقعة.
وقبل التطرق إلى أمراض الأرز الفطرية، أوضح أستاذ الوراثة في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق أن التبقع البني، على الرغم من قوة الجراثيم الفطرية المسببة للمرض، لا يشكل مصدر خطورة كبيرة على زراعات الأرز في مصر، نظراً لتركز انتشاره في الأراضي الغدقة “الضعيفة” أو “الملحية”، وبالتالي فإن تأثيره يكون أقل على الأراضي الطبيعية.
وكشف “سليمان” عن حقيقة علمية مهمة حول مرض التبقع البني في الأرز، حيث أوضح أنه لا يتطلب تطبيق أي من برامج مكافحة المرض أو الرش الوقائي المعتادة في حالات الإصابة بالأمراض الأخرى.
أهم الأمراض الفطرية التي تصيب الأرز
ألقى أستاذ الوراثة في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق الضوء على مرض اللفحة، مشيرًا إلى خطورته كواحد من أخطر الأمراض الفطرية التي تهدد محصول الأرز بخسائر اقتصادية في حال عدم اتباع التوصيات الفنية المطلوبة، خاصة بالنسبة للأصناف القديمة والحساسة.
وقدم “سليمان” عددًا من التوصيات الفنية الضرورية لتطبيق المعاملات الزراعية الأساسية مثل الري والتسميد، بهدف الوقاية من مرض “لفحة الأرز”، مؤكدًا أن هذه التوصيات تلعب دورًا فاعلاً في تجنب الضرر الناتج عن هذا المرض.
أهم الإجراءات لمكافحة “لفحة الأرز”
كما نصح “سليمان” بعدم تجاوز الحدود الموصى بها في تطبيق معاملات التسميد النيتروجيني، نظرًا لتأثيرها في زيادة مستوى غضاضة النبات وتهيئة البيئة الملائمة لإصابة النبات بمرض “لفحة الأرز”.
وحذر أستاذ الوراثة من مخاطر زيادة معدلات الري، خاصة خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، حيث يمكن أن تزيد هذه الزيادة من احتمالات احتراق الأوراق السفلية وتعطيل قدرة النبات على استكمال مراحل نموه بشكل سليم.
وأشار “سليمان” إلى عدد من النصائح التقنية لتجنب إصابة الأرز بـ”لفحة”، بما في ذلك اتباع إجراءات المكافحة الوقائية قبل طرد السنابل مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات توفر حماية كافية للأصناف متوسطة المقاومة لمدة 15 يومًا، مع إعادة الرش بعد 15 يومًا للأصناف الحساسة كـ”سخا 101″ و”سخا 104″.
كما أكد أستاذ الوراثة في كلية الزراعة بجامعة الزقازيق على أهمية تنفيذ عمليات الرش بالمبيدات الفطرية الموصى بها، مشددًا على ضرورة تطبيقها بشكل يدوي وليس بواسطة أجهزة، كما أوصى باتخاذ إجراءات وقائية فورية عندما يتم رصد أعراض الإصابة بـ”اللفحة” على 5% من النباتات الموجودة، لتجنب انتشار المرض.
وأوضح “سليمان” آليات مكافحة لفحة الأرز، مشيرًا إلى أن هذا المرض عادة ما يظهر أولاً على النباتات الموجودة في حواف الحقل، وفي هذه الحالة يوصى بتطبيق معاملات الرش بالمبيدات الفطرية على مسافة 2 متر من الحواف حول الحدود الأربع للحقل.
وقام أستاذ الوراثة بتفصيل مفهومي “نسبة الإصابة” و”شدة الإصابة”، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفورية لمكافحة لفحة الأرز في حال رصد بثرات كبيرة واحتراق الأوراق، خاصة في الأصناف القديمة مثل “سخا 101 و104”.
مشاكل مكافحة “لفحة الأرز يدويا
وحذر “سليمان” من تداعيات الاعتماد على الإجراءات اليدوية والفصل الورقي كوسيلة لمكافحة مرض لفحة الأرز، مشيرًا إلى أنها غير فعالة ومكلفة اقتصادياً، وتهدد بنثر الجراثيم الفطرية داخل الحقل.