[ البوابة الالكترونية]

أفراح سبتمبر.. الفلاح والقطن!

يأتي شهر سبتمبر هذا العام، حاملًا معه البهجة والفرحة والبسمة على وجوه فلاحي مصر في كافة أرجاء المحروسة، لا سيما مع حصادهم لبعض المحاصيل المهمة حيث مثل هذا الشهر فرحتان للفلاح المصري.

الفرحة الأولى قد اختصت مزارعي القطن، والذين يحتفلون بموسم الجني، بعد قرابة خمسة أشهر من التعب والمشقة، ومراعاة الأرض والمحصول، والمتابعة الدقيقة لكافة عمليات زراعته وإنتاجة، بكل ما تحملها من معاني.

وقد اعتاد مزارعو القطن، في بداية سبتمبر كل عام، الاستعداد لجني واحد من أهم المحاصيل الإستراتيجية، وهو ذهب مصر الأبيض محصول القطن، حيث تكتسي فيه حقول مزارعيه باللون الأبيض، في مشهد بديع تبارك الذي خلق فصور.

ويمثل محصول القطن لمزارعيه أهمية كبرى، ينتظرون موسم جنيه، بفارغ الصبر من العام إلى العام، يقيمون الأفراح والاحتفالات وقت جنيه، فيعتمدون على العائد المادي منه، باقي العام، وينظمون ويرتبون التزاماتهم السنوية عليه، باعتباره مصدر الدخل الرئيسي والأهم بالنسبة لهم.

كما يمثل هذا المحصول أيضا أهمية بالنسبة للاقتصاد القومي، فهو محصول استراتيجي هام، تعتمد عليه الكثير من الصناعات، سواء الغزل والنسيج، والملابس، أو صناعة الأعلاف، أو الصناعات الغذائية، فضلًا عن قيمته التصديرية خاصةً إذا ما تحقق له قيمة مضافة.

وعلى مر السنين عرف القطن المصري بسمعته العالمية الطيبة، خاصة من الأقطان طويلة التيلة والتي تشتهر بها مصر، نظرًا لجودتها ونعومتها ومتانتها، فضلًا عن الإنتاجية العالية منها.

وفي حقيقة الأمر أن وزارة الزراعة، ومن خلال مركز البحوث الزراعية، وتحديداً معهد بحوث القطن، قد بذلك جهوداً عظيمة من أجل استعادة محصول القطن عرشه من جديد، تشمل ما تم استنباطه من أصناف جديدة عالية الإنتاجية، إضافة الى ما يتم من متابعة دورية خلال الموسم بدء من تجهيز الارض للزراعة حتي الجني من خلال قيام القوافل والبرامج الارشادية والمدارس الحقلية لتطبيق كافة التوصيات الفنية الزراعية الحديثة، وتعريف المزارعين بالأصناف الجديدة وتوصياتها الفنية وذلك عن طريق تنفيذ الحقول الارشادية والندوات الحقلية.

كل هذه الأمور وغيرها الكثير، جعلت من محصول القطن، وموسم جنيه، يوم فرحة وعيد بالنسبة للمصريين وخاصة مزارعيه بمختلف محافظات الجمهورية.

الفرحة الثانية، والتي يحملها سبتمبر، هي عيد الفلاح المصري، والذي جاء تكليلًا لجهود فلاحي مصر وتقديرًا لجهودهم التاريخية الهامة، ودعمهم لمنظومة الأمن الغذائي، دون توقف، حتى في ظل الظروف الصعبة، وفي ظل التحديات التي يواجهها صناعة وإنتاج الغذاء على المستوى العالمي.

وقد جاء إختيار هذا اليوم ٩ سبتمبر من كل عام، عيدًا للفلاح، بعد ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام ١٩٥٢، وتحديدًا بعد صدور أول قانون للإصلاح الزراعي، وتحديد ملكية الأرض الزراعية، ولأول مرة يتم الاعتراف بحق الفلاح في تملك الأرض، وتوزيع خمسة فدادين على كل مزارع، فيصبح مالكًا للأرض التي ظل طوال حياته أجيرًا بها، كأحد وأهم مكتسبات تلك الثورة المجيدة، والتي قامت بمطالب من بينها القضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال.

وتحتفل مصر هذا العام بالعيد رقم ٧٢ للفلاح المصري، في وقت جعلت فيه القيادة السياسية الفلاح والقطاع الزراعي من أولوياتها، وأعطته إهتمام غير مسبوق، وقطعه أشواطًا هامة من أجل دعمه، وتحسين دخله ومستوى معيشته، وتوفير مستلزمات الإنتاج له، فضلًا عن الدعم الفني، وضمان تسويق محاصيله، والتي يتم الإعلان عن أسعار مجزيه له، قبل الزراعة بوقتٍ كافي، وهي أسعار ضمان، واسترشادية، تشجيعًا وتحفيزًا له.

خلاصة القول، أن شهر سبتمبر جاء حاملًا بين أيامه الخير للفلاح المصري العظيم، زارع وحاصد الخير، والمسئول الأول عن تحقيق الأمن الغذائي، وهو رمز العطاء منقطع النظير.. دامت ديار مصر وايام مزارعيها مليئة بالأفراح.. والسلام بداية وليس ختام!

نشر حديثا

أهم الأخبار
وزير الزراعة يترأس الجلسة الختامية للجمعية العامة لمرصد الصحراء والساحل في تونس وزير الزراعة يفتتح الدورة السابعة للجمعية العامة لمرصد الصحراء والساحل بالعاصمة التونسية تزامناً مع العيد القومي لسيناء.. مركز بحوث الصحراء يواصل دعم المزارعين ميدانياً رغم التحديات المناخي... الزراعة وجهاز مستقبل مصر والتعاونيات ينظمون ندوة لتشجيع المزارعين على توريد القمح للدولة من أجل رغيف... وزير الزراعة يختتم أعمال الدورة الحادية والثلاثين لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل وزير الزراعة يفتتح ويترأس الدورة الواحدة والثلاثين لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل في العاصمة التون... وزير الزراعة يبحث مع وزير البيئة التونسي تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات البيئة والتنمية المستدامة ... وزير الزراعة يتوجه الى تونس لتراس اجتماعات مجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل بمشاركة واسعة للدول الأعض... في اليوم العالمي للأرض.. مركز بحوث الصحراء يؤكد دوره الريادي في مواجهة التصحر وتغير المناخ" نشاط مكثف لمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية فى النصف الأول من إبريل ٢٠٢٥